آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
لقاء مع جريدة النور حول ما يسمى جرائم الشرف

لقاء مع جريدة النور حول ما يسمى جرائم الشرف

تاريخ الإضافة: 2024/03/28 | عدد المشاهدات: 3966

في إطار الحملة الوطنية لإيقاف جرائم الشرف وإلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري، التقى مندوب جريدة النور في حلب وضاح محيي الدين مع الدكتور الشيخ محمود عكام، وقد نشرت الجريدة المذكورة في عددها رقم 223 تاريخ 23/11/ 2005 المساهمة التالية للدكتور الشيخ محمود عكام تحت عنوان "الشيخ د. محمود عكام:

الشيخ د. محمود عكام: القاتل للنفس البشرية قاتل بكل الأدلة والمواصفات القانونية

في إطار الحملة الوطنية لإيقاف جرائم الشرف، وإلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري، التقينا الشيخ الدكتور محمود عكام، خطيب جامع التوحيد بحلب، فقال:
لاشك أن الشرف، أو ما يسمى بـ(العِرض)، هو إحدى الضروريات الخمسة التي يحافظ عليها الإسلام، مَثَله كمثل باقي الديانات في ذلك. وهذه الضرورات هي (العقل، النفس، العِرض، الدين، المال). وعلى المسلم كما على غيره من باقي الأديان، صيانة هذه الضرورات وحمايتها.
لكن أمر حمايتها شيء.. والانتقام لها شيء آخر! فالقتل من أجل صيانتها ليست متروكة للإنسان فرداً ليطبقها. بل الأمر متروك للدولة بمثل هذه الجرائم والتعديات ومن خلال قوانينها. وهذا ما يسمى في الإسلام بصلاحية وليّ الأمر، فالدولة هي صاحبة الاقتصاص. فالقاتل للنفس البشرية قاتل بكل الأدلة والمواصفات القانونية. كذلك من تعدى على شرف وعرض إنسان وانتهك هذه المحرمة فجزاؤه القتل والعقاب، ولكن ليس من قبل الفرد، بل تنفذ العقوبة حيث تثبت الجريمة بأركانها الأربعة، وحسب النص الشرعي على مسؤولية الدولة. فالقانون والدولة هما صاحبا القول الفصل. ومثال ذلك: قاتل لا يُسمَح لأهل القتيل بقتله. بل تقتص الدولة صاحبة القانون منه. فتنفيذ العقوبات متروك للدولة على مبدأ أطيعوا ولي الأمر.
فلو ترك الأمر للأفراد ينفذون ما يريدون لأضحى المجتمع فوضوياً، ولفرط العقد الاجتماعي من غير أن نستطيع فيما بعد أن نجمعه. بل نرى أن من أصابه مسّ في شرفه أن يرفع الأمر للدولة والقانون. وأن يلحّ، إن تباطأت الدولة، بكل وسائله، وأن يجند معه من استطاع لتنفيذ العقوبة لتكون رادعاً.. لكي لا يطمع المجرمون في مثل هذه الجرائم. والروعة والسرعة في التنفيذ يوقف مثل هذه الجرائم.
ولعلنا نقول أيضاً، فيما يخص وقوع الجريمة: هناك أمر أساسي يجب أن نتأكد منه.. وهو أن تكون هذه الجريمة من وجهة نظر شرعية وقانونية، لا من وجهة نظر شخصية. ولو تركنا توصيف الجرائم للناس كما يشاؤون، لا لنظر القانون والشريعة، لكانت الجرائم بطولات! وبعض البطولات جرائم!
والقانون يجب أن يكون منصفاً ولا يسمح لأحد بتجاوزه.
أما بالنسبة لموضوع المفاجأة، فأيضاً لها ظروفها وأسبابها ودوافعها. والشرف عندي وفقهياً، لا يميز بين الذكر والأنثى. وهذا مفهوم.
أخيراً: لا انقسام في نظرة الإنسان العاقل وصفاً وتحديداً وبين نظرة الإسلام، فكلتا النظرتين متطابقتان. والأعرابي الذي قال عندما أسلم بعدما حادث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم : ما أمر بأمر قال العقل ليته نهى عنه. ولا نهى عن شيء قال العقل ليته أمر به.
فيا ناس! حكِّموا عقلكم الذي يربيه الفقه والقانون. ولا تحكِّموا عواطفكم التي تغذيها العادات والتقاليد العصبية اللاواعية. ولاتنسوا أن التي تقتلونها هي (الأم والبنت والأخت والزوجة).
ارجعوا للأسباب وعالجوها. وحكِّموا العقل تكونوا من السالمين المهتدين.. يرحمكم الرحمن الرحيم.

لقراءة اللقاء من مصدره لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق