آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
قالوا عنك يا سيدي يا رسول الله

قالوا عنك يا سيدي يا رسول الله

تاريخ الإضافة: 2006/02/17 | عدد المشاهدات: 3896

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون، ويا أيها الإخوة المحبون لسيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

لا شك في أنكم ما زلتم تعيشون ونعيش معكم هذا الذي يتكلم عنه، وأعني ما يخص الإساءة لمقام سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كنت البارحة في حديث مع إخوة أعزاء تدارسنا وقلنا فيما بيننا: لمَ لا نجعل من هذا الذي حدث نقطة انطلاق لتعميق التعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد حُدِّثنا عبر الشبكة العالمية والأخبار والمجلات والصحف أن أناساً كثيرين من الغرب سعوا بعد أن سمعوا ما سمعوا، ورأوا ما رأوا أرادوا أن يتعرفوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذاً: لمَ لا نسعَ من أجل أن يتكلم المختصون والموثقون حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما بيننا، وفيما بيننا وبين والآخرين أيضاً، فهنالك جهل بمعرفة النبي هنا بين أبناء جلدتنا وجهل هناك، لذا قررت اليوم أن أنادي الغرب طالباً منهم عبر ممر الإنسانية أن يتعرفوا على هذا النبي الكريم، وبعد التعرف ليكن الحكم منهم عليه لأنك لا تستطيع أن تحكم على شيء أو على إنسان إلا بعد أن تتعرف عليه، فعلماء المنطق يقولون: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) فإن لم تكن تعرف هذا الذي تريد أن تحكم عليه فكيف تحكم عليه؟ سيكون حكمك جائراً لا قيمة له في عالم المنطق وفي عالم المعرفة الموثقة المحققة -وسبحان الله- خطر ببالي أن أعرض عليكم وأن أقدم للغرب من خلال هذا المنبر رسالة طالباً أن يتعرفوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأطلب منهم أولاً أن يكون هذا التعرف على النبي من خلال أسلافهم ومن خلال مفكريهم ومن خلال سياسييهم ومن خلال أدبائهم ومؤرخيهم وعسكرييهم وقوادهم الذين يعتزون بهم، والذين يرصفون من أجلهم أجمل الكلمات المادحة وألطف العبارات المانحة.

على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر سيكون هنالك كتيب أسأل الله أن يوفقني لإتمامه، هذا الكتيب عبارة عن شهادات من غربيين في حق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهنا أقتطع بعضاً من هذه الشهادات لألقيها على مسامعكم، وبالتالي ستكون هذه على صفحة الشبكة العالمية آمل أن يقرأها إخواننا المسلمون في الغرب وأن يعيدوا ترجمتها إلى لغات البلاد التي يعيشون فيها.

 يقول (راسل) -وهو الذي حاز جائزة نوبل عام 1959- يقول هذا الرجل: "إن محمداً نبي المسلمين إنما جاء للبشر جميعاً فكيف يهين إنسان إنساناً قبله –وكأن أمراً يشابه هذا الذي حدث، حدث في ذاك العام– جاء للبشر وللإنسانية يهديهم إلى السلام، لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه -أي القرآن- ما زلنا نبحث عنها ونتعلق بذرات منها، وتنال أعلى الجوائز من أجلها، وكان محمد بتعاليمه وكتابه أحق بكل الجوائز لأنه لم يسبق إلى ذلك".

ويقول (توماس كاريل) الإنكليزي المعروف في كتابه (الأبطال): "لم يكن رسول الله من محبي الشهرة، ولم يكن في فؤاد ذلك النبي العظيم أي طموح دنيوي، ولو كان يريد ذلك لركن إلى أقوال الذين ساوموه على ذلك ولكنه أقسم أنهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره على أن يترك هذا الأمر ما تركه، فأي رجل هذا، وأي نبي كريم هذا الذي واجه أعداء رسالته من أقرب الناس إليه، ومع ذلك استمر يقنع الجميع بالحجة التي أعطاها الله له. ويقول توماس متابعاً: لقد أصبح من أكبر العار علينا وعلى أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى تلك الاتهامات التي وجهت إلى الإسلام ونبيه محمد وواجبنا -هكذا يقول هذا الكاتب الغربي غير المسلم، وواجبنا وليسمع الكتاب اليوم ورؤساء الغرب وعلماء الغرب- وواجبنا أن نحارب ما يُشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة فإن الرسالة التي أداها محمد ما زالت السراج المنير".

ويقول الفيلسوف الفرنسي (روسو) المعروف: "لم يعرف العالم اليوم رجلاً استطاع أن يحول القلوب والعقول من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا محمداً، ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً لما صدقه أحد حتى أقرب الناس إليه، وبخاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بني قومه الصِّلاف العقول والأفئدة لكن السماء اختارته بعناية كي يحمل الرسالة فشبّ متأملاً محباً للطبيعة".

يقول (فولتير) الأديب الفرنسي المعروف: "السنن التي أتى بها كلها ما عدا تعدد الزواج قاهرة للنفس مهذبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصلية جذبا إلى الدين المحمدي أمماً كثيرة -ويقول- نريد أن نمحو هذه الأخطاء التي ارتكز عليها الكارهون للإسلام والتاريخ فالذين يكذبون على التاريخ لا يستحقون أدنى احترام والذين يسبون محمداً لا يستحقون الحياة" هذا ما يقوله (فولتير) الفيلسوف الفرنسي المعروف.

ويقول (نابليون بونابرت) ومن منا لا يعرف هذا الرجل: "لو أن القادة العسكريين يتمسكون بمبادئهم كما يتمسك رجال مصر بدينهم لأصبح العالم ملكي لو كنت قائدهم، فأنا لم أكن أعرف أن الإسلام قوي بما يحمل علماؤه في صدورهم وعقولهم، يبدو أن القرآن الذي يحملونه قوة عليا لا تُقهر ولا تُهزم، وأنا لا أستطيع أن أقهر القوى العليا التي تحرك المسلمين -ويقول متابعاً- أحمد الله أني لم أكن موجوداً في العصر الذي كان فيه نبي الإسلام يقود المعارك ضد أعدائه وإلا كنت قد هُزمت بجدارة وإذا كان هذا حال أتباعه فكيف كان حال محمد صلى الله عليه وآله وسلم".

يقول (هتلر) ومن منا لا يعرف هتلر: "لست نبياً -يقول عن نفسه- ولست رسولاً ولست مسلماً بل لست محمداً، بل أنا هتلر الذي وُلد ليكره اليهود ويذلهم بعذابه إلى الأبد، إن الذي استطاع أن يتعامل مع اليهود ويكسبهم ويُشلّ حركتهم في نفس الوقت هو رسول الإسلام محمد الذي فهم ما تدور به عقولهم وقلوبهم، إنهم لا يستحقون الحياة إلا أن محمداً كان واسع الصدر يملك منطقاً غير عادي تأكدت منه لتعامله معهم بالود الذي لم يألفوه وبالقوة التي شهدوها. أعتقد أنه لو كان محمد في عصرنا هذا لما فعل ما فعلت مع اليهود لكنهم في رأيي لا يستحقون إلا ما قمت به معهم".

يقول (تولستوي) الأديب الروسي المعروف: "أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله لتكون رسالته آخر الرسالات ولتكون آخر الرسالات على يديه وقلبه وعقله، وليكون هون أيضاً آخر الأنبياء، لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى محمد، مما جعل الكثرة من أعدائه يدخلون الإسلام، ومما لا ريب فيه أن محمداً من أعظم الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمات جلية، ويكفيه فخراً أنه هدى مئات الملايين إلى نور الحق وإلى السكينة والسلام وفتح للإنسانية طريقاً للحياة الروحية العالية وهو عمل لا يقوم به شخص إلا مَن أوتي قوة وإلهاماً وعوناً من السماء".

بقول المهاتما (غاندي) الزعيم الروحي للهند: "لقد درست الإسلام وعرفت من خلاله قيمة الإنسان وحقوقه، وإن نبي الإسلام هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند، إن كل من يتعرف على النبي محمد تشفّ روحه وتصبح عظيمة وإني من أشد المحبين والمعجبين بمحمد".

ويقول المستشرق الإسباني (جانليك) في كتابه العرب وحياة محمد التاريخية: "لا يمكن أن توصف بأحسن مما وصفها الله نفسك بألفاظ قليلة بين فيها سبب بعثة محمد حينما قال: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ -يتابع الرجل فيقول- كان محمد رحمة حقيقية لليتامى والمساكين وابن السبيل والفقراء والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكدّ والعناء وإني بلهفة وشوق لأن أصلي عليه وعلى أتباعه".

هذا ما يقوله بعض أسلاف هؤلاء الذين أساؤوا إلى حضرة ومقام، لم يسيؤوا إلى النبي، ولا يستطيعون أن يسيؤوا إلى النبي، ولكنهم أساؤوا إلى المقام وإلى أنفسهم أولاً وآخراً، فأنا أدعو الغرب، والغرب الآن يلملم نفسه من أجل إصدار قوانين تحدّ من الحرية اللامسؤولة، وأنا معهم في إصدار مثل هذه القوانين، لأن الحرية اللامسؤولة ليست الحرية المطلوبة، وإنما الحرية المسؤولة هي الحرية المطلوبة.

أعود كما بدأت في مستهل الخطبة أناشد المسلمين وغير المسلمين أن يتعرفوا على هذه الشخصية، ولو أنك قضيت كل حياتك في التعرف على النبي ما أعتقد أنك قدمت كثيراً في مقابل هذه المعرفة التي ستحصدها وستحصل عليها، لذلك اجعل من يومك ومن أيامك ومن أسابيعك ومن شهورك مساحةً معرفية وتعرفية على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

يا سيدي يا رسول الله: أنت أعظم الناس، وأنت أبر الناس، وإني -كما قال الصحابي عكرمة بن أبي جهل- وإني لمطأطئ رأسي استحياء منك يا سيد الناس، يا أعظم الناس، يا خير الناس، عليك صلوات الله وسلاماته يا سيدي يا رسول الله، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وعلى جميع من صلى على سيدنا محمد، نعم من يُسأل رب محمد، ونعم المعطي رب محمد، أقول هذا القول وأستغفر الله.

التعليقات

ابو محمد

تاريخ :2009/03/13

شكرا على الخطبة الرائعة والمحمسة

شاركنا بتعليق