مشكلة تتطاول أبعادها، وتكثر ضحاياها، برزت قديما فوقى الله المؤمنين شرها، وتعود اليوم، والمسلمون بين واع لها ساع لحلها، وبين تائه فيها داعم لها .
إنها مشكلة الإسلام المفرَّق وفق معايير سياسية، ومن منا ينسى يوم السقيفة وما حدث فيها ?!
و مَن منا لا يذكر أيضا رجال ذلك اليوم، الذين قضوا على خلاف واختلاف كاد يذهب بما جنوه من إسلامهم واتباعهم لقرآنهم ، فنعم الرجال هم .
واليوم تعود السقيفة، ولا يعود معها رجالها الذين أخمدوها، فتظهر بين الجماعة و الجماعة، وبين الحزب والحزب في الإسلام الواحد .
كلٌ يدَّعي " الأولى " و " الأحق " و " الأفضلية " و" الأسبقية " .
أما من لا جماعة له ولا حزب، فكلامه ممنوع ، ونقاشه مرفوض ، وإلا فيرمى مُتَّهما بالابتعاد عن الدين، أفيجوز هذا ?!
يا معشر الجمعيات والجماعات والأحزاب : أليس فيكم رجلٌ رشيد يكتفي بالإسلام رابطة ، وينادي بالإيمان وحده جامعة ?!
فلربما كان خارج المنتمين رجل آتاه الله الحكمة ، فيقطع دابر الفتنة، أفلا تسمعونه فنخرج جميعا من مصيبة أودت بنا قرونا ?!
يكفينا الإسلام، إن كنا ندركه ميثاقا .
أو تجهلون فتضيفون ?! أم تتهمون فتزيدون ?!
ولنتَبنَّ الإسلام الأوسع ضمن إطار حدَّده صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام: " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " . ولنحوِّل ما نبذله من جهود في التقسيم، إلى قوة نضعها في خدمة الوحدة والتوحيد، ولنرصَّ الصفوف أمام عدو أكيد اسمه " إسرائيل " .
ولنقل حين نلتقي : " مسلمون " .
وفي اختيارنا لهذا الإسلام : " أحرار " .
و إذ نذكر فضل اللسان : " عرب " .
التعليقات