تلبية لدعوة لجنة جامع العبارة والشيخ مصطفى الحسين إمام المسجد وخطيبه، شارك الدكتور محمود عكام في الاحتفال الذي أقيم في المسجد بين صلاتي المغرب والعشاء يوم الاثنين 19 ربيع الأول 1427 الموافق: 17 نيسان 2006.
وقد ألقى الدكتور محمود كلمة المولد. أعاد فيها التأكيد على ضرورة قيام المسلمين بمراجعة دائمة لعلاقتهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بالتحقق من أدائنا لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا، أو لقيامنا بواجبنا تجاهه.
وبين الدكتور عكام ما يطرحه دائماً، من أن حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا يتجلى في ثلاثة أمور: 1- المعرفة. 2- المحبة. 3- الاتّباع.
داعياً إلى مداومة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع الشكر المتواصل لله تعالى على هذه النعمة الكبرى التي تفضل بها علينا، ألا وهي نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وما كل واحد منّا إلا عطاء من عطاءات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومما يعزز فينا وجوب القيام بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا، أن لنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقوقاً، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قام بهذه الحقوق خير قيام. فحقوقنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيضاً:
1- التبيلغ: فالله تعالى يقول لنبيه عليه السلام: ]يا أيها النبي بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته[. والتبليغ يعني قيام النبي بتوصيل ما أمر بتوصيله دون زيادة أو نقصان، وبرحمة ومن غير سطوة. وقد بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أمره ربه بتبليغه بصدق كامل ليس فيه أدنى احتمال للتقصير.
2- البيان: فالله تعالى يقول لنبيّه الكريم أيضاً: ]وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم[، والبيان هو العمل والتطبيق والتفصيل العملي لما بلّغه وأوصله قولاً للناس. ولقد شهد أكثر من مئة ألف من الصحابة يوم حجة الوداع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد قام بهاتين المَهمتين خير قيام وعلى أكمل وجه، لما سألهم صلى الله عليه وآله وسلم: ألا هل بلغت ؟ فقالوا: نعم. فجعل صلى الله عليه وآله وسلم يرفع أصبعه على السماء ثم ينكتها إلى الأرض مشيراً إلى من أمامه وهو يقول: "اللهم فاشهد". ونحن نشهد كما شهد الصحابة رضوان الله عليهم، فنقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: نعم يا سيدي يا رسول الله. نشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة. فجزاك الله خير ما يجزي نبياً عن أمته.
3- الشفاعة: لأمته يوم القيامة. ولا شك في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قام بواجبيه – التبليغ والبيان – خير قيام، لن يقصر في أداء الواجب الثالث، فهو شافع لنا لا شك في ذلك. وهذا ما أكده في أحاديث كثيرة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "خُيّرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة. أترونها للمتقين ؟ لا. إنها للمذنبين الخطائين".
التعليقات