فضيلة الدكتور محمود عكام يلقي كلمة حلب في جنازة المخرج السوري العالمي المرحوم مصطفى العقاد
تاريخ الإضافة: 2005/11/13 | عدد المشاهدات: 6486
حلب: الأحد 11/10/1426 هـ - 13/11/2005 م
فضيلة الدكتور محمود عكام يلقي كلمة حلب في جنازة المخرج السوري العالمي المرحوم مصطفى العقاد :
ألقى فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام كلمة مدينة حلب في جنازة الأستاذ
المرحوم المخرج مصطفى العقاد ، بجامع الروضة ، وقد استهل فضيلته الكلمة بقوله تعالى: ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
ثم توجه بالخطاب إلى الفقيد الكبير:
رحمك الله أيها الأستاذ الكبير وأكرم مثواك وجزاك كل خير عن أعمالٍ قمتَ بها فكانت بحق أعمالاً دائمة خالدة باقية .
وخاطب الحاضرين بقوله :
يخطر ببالي أن ابتدأ الكلمة ببيتين من الشعر:
تمرد قلبي والجنان ترددا فقلت استبينوا الأمر قالوا تأكدا
فحشرجت الآهات والدمع خانق بحنجرتي أوّاه من فجأة الردى
رحمك الله أيها الأستاذ الكبير . عُدتَ لحلب لتكون في ترابها الطهور ولتذوب قي تربها وترابها ، وتذوب حلب فيك أيضاً لتشكل بعضك وتشكل أنت بعضها ، فإذا بكتك حلب فإنما يبكي بعضها على بعضها .
أيها الأستاذ الكبير:
الرسالة وعمر المختار والآتي صلاح الدين بصمتان نورانيتان بصَمتَهما على صفحات الأيام ، وستبقيان – بل ستبقى الأفلام الثلاثة – عناوين لك في هذه الحياة
الدنيا أبداً ، فمن أراد منكم أن يراسل الفقيد الكبير فليكن ذلك على العنوانين – الرسالة وعمر المختار – فالعنوانان باقيان وإن مات مصطفى .
وإني لأذكر كلمة سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا مات ابن آدم
انقطع عنه عمله إلا من ثلاث : من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح
يدعو له " . ولقد خلفت وراءك أولاداً صالحين وأعمالاً صالحة وصدقات جارية نراها نحن وسيراها أولادنا من بعدنا .
ولكنني إذ أقف هذا الموقف المهيب أناشد الضمير وأناشد الدول الإرهابية وأناشد
الجماعات وأناشد الأفراد الإرهابيين : أناشدكم الله ، أناشدكم الإنسانية , أناشدكم ضمائركم ، أناشدكم كل ما تملكون ، أناشدكم الأطفال ، أناشدكم أطفالكم أن تكفوا عن الإرهاب . نريد عالماً مطمئناً ، نريد لأولادنا أن يعيشوا وهم يرتقبون الأمل والسعادة .
أيها الإرهابيون :
نريد أن تتذكروا جميعاً مقولة إسلامنا التي سجلها مخرجنا في الرسالة : من روّع مسلماً روّعه الله ، فإن روعة المسلم ظلم عظيم . إن ترويع الإنسان ظلم عظيم . تذكروا هذا لأنّا نريد لأطفالنا حياة مطمئنة سالمة ، نريد لشعبنا حياة مستقرة
آمنة . وها هو قائد هذه الدولة يعلن إرادة الأمن والاطمئنان في هذا العالم ونحن معه في هذه الإرادة .
رحمك الله أيها الأستاذ رحمة واسعة ، وأنت إذ مت في هذا الحادث نرجو الله أن تكون شهيداً : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) . وأنت بإذن الله حي عند ربك .
أيها الأستاذ الكبير:
طريقنا نريد أن نخطّه كما خططته أنت في الرسالة وعمر المختار .
ناداك تَحناني فما أروعك فاذهب فِداكَ الشوق قلبي معك
وختم فضيلة الدكتور كلمته :
باسم حلب ، وباسم أقرباء الفقيد ، باسم أهل حلب ، وباسم مفتيها الكريم
أتوجه إلى السيد الرئيس قائلاً : عظم الله أجرك في الفقيد الكبير .
أتوجه إلى كل الشعب ، إلى الحكومة جميعاً ، إلى الفنانين : لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار فلتصيروا ولتحتسبوا. وإنا لله وإنا إليه لراجعون .
وقد استمع إلى كلمة فضيلة الدكتور كل من :
ممثل السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الأستاذ الدكتور محمود السيد
وزير الثقافة ، وزير الثقافة الأردني ممثلاً حكومة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ، والسيد وزير الإعلام ، والسيد وزير الكهرباء ، وسماحة مفتي حلب الدكتور إبراهيم السلقيني ، والسيد أمين فرع حلب للحزب ، والسيد محافظ حلب ، سعادة سفير دولة الإمارات العربية ، بالإضافة إلى حشد كبير من الإخوة المواطنين والفنانين .
مكتب الدكتور محمود عكام
التعليقات