فلسطين اليوم محك العروبة لدى أهلها ، ودليل الإسلام لدى من يدعيه ، وحجة الإنسانية عند من ينتسب إليها فلا عروبة من دون هم فلسطيني يتخذ القسم الأكبر في دائرة مساحة اهتمام العرب ،
لا إسلام من غير التزام وتبنٍّ لحق فلسطين وأهل فلسطين ليتجلى الالتزام والتبني جهاداً ضد آثم ، ونضالا في مواجهة غادر معتد ولا إنسانية إن لم يكن المنتسب إليها معترفاً بحق أهل الأرض بأرضهم وأهل البلاد ببلادهم .
ولسنا في هذا مبالغين ، وربما كان ممكنا أن نكون كذلك لو أنا لم نعتمد في حق أهل فلسطين ببلادهم الدلائل التاريخية والبراهين الدولية والحجج المنطقية ولعل معتمداتنا هذه غدت معروفة لدى القاصي والداني .
وان كنت اسمح لنفسي باتهام قسم من العرب وآخر من المسلمين بالتقصير حيال عرض هذه المعتمدات بشكل كافٍٍ وافٍ ، ويخطر ببالي وأنا أتحدث عن عرض المعتمدات والدلائل : وسائل الأعلام العالمية والملحقيات الثقافية في مختلف الأقطار وسفراء دولنا القريبة من فلسطين العاملون في دول الغرب وغرب الغرب .
ولهذا ففلسطين تطلب اليوم من أبنائها استمرارا على الجهاد ومن عربها دعماً لأبنائها ماديا ومعنويا ، فأما المادي فمعروف ، وأما المعنوي فرسالات عرض بكل اللغات تتضمن ظلم بني صهيون وجرائمهم في حق الشعب الفلسطيني ، كما تطلب فلسطين من المسلمين عامة دعماً أيضا كذاك الذي طلبته من العرب لكنه هنا يعني زيادة عما تضمنه الأول ، وهذه الزيادة هي قطع العلاقات مع الدول المساندة للظالم وإظهار الغضب منها ، ومن يدري ؟؟ فلعل فلسطين في النهاية تريد من المسلمين انطلاقة تقدم وتطور تشكل الخطوة الأولى من هذه الانطلاقة الاستقلال بكل أبعاده عن الآخرين والاعتماد على الذات ومباشرة الأكل مما نزرع واللباس مما نصنع ففلسطين القدس والإسراء والقبلة لا تأتي إلا بخير. والسلام.

د. محمود عكام

31/1/2001