آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
حماة الكلمة و رعاتها: لا نخاف إذ نقولها ولا نحارِب من يواجهنا بها

حماة الكلمة و رعاتها: لا نخاف إذ نقولها ولا نحارِب من يواجهنا بها

تاريخ الإضافة: 2011/08/26 | عدد المشاهدات: 3455

لا نخاف إذ نقولها ولا نحارِب من يواجهنا بها

نعم هي "الكلمة" نبتغيها نظيفة حرة بنَّاءة إن عنا صدرت أو من غيرنا عبرت.

أما النظافة فتعني أنها لا تحمل فحشاً ولا سبَّاً ولا شتماً ولا فجوراً ولا طعناً ولا لعناً.

وأما الحرية: فكلمتنا المبتغاة لا تنتمي إلا للحق ولا تتجه إلا إليه، ولا تجتهد إلا من أجل إصابته، وما ثمة للحق من معيار إلا أن يستفتي الصادق قلبه: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ).

وأما البناء: فالكلمة المنشودة غايتها إصلاح ورحمة ومنطلقها إرادة خير.

فيا أيها الناس جميعاً إلى الكلمة التي عرّفنا وبيّنا، نتبناها ونتعاهد على أن نكون أربابها، لا نهاب أحداً إذ تصدر عنا، ونشجع غيرنا لتخرج منهم، وهي في النهاية رسالة إنسانية، فلا تبتئس - أيها القائل - لها وأنت تسمع إعراضاً عنك وعنه، ولا تحزن - أيها السامع - لها إن أوجعتك آثارها، وإياك ومحاربته، وعلينا أن نجدَّ ونسعى جميعاً لنحرر أنفسنا من الخوف من الكلمة ومن التخويف منها، فالحضارة أسّها هاتيك الكلمة، فمن خانها فلم يقلها أو حاربها فلم يسمعها فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً.

وما أروع هاتين الكلمتين الصادرتين عن سيد الكائنات يوم قال: "الدين النصيحة". فسُئل: لمن يا رسول الله ؟ قال: "لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامّتهم". ومَنْ خلا دينه من النصيحة منه إلى سواه، ومن سواه إليه، فلا دين له...

ومشكلتك -  أمتي -  أن جُلّك لا يحب الناصحين، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فغدت كلماته: تتجافى عن النظافة والحرية والبناء.

(فدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا, وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا).

د. محمود عكام  

26/8/2011
 
 

 

التعليقات

شاركنا بتعليق