كلمات في رجال عرفتهم وغادرونا
الكلمة السَّـادسـة
حدَّثنا الذين كانوا يعلِّموننا القرآن الكريم أنَّ أفضلَ قارئٍ ومعلِّم وحافظ للقرآن في عصرنا هو الشيخ: نجيب خيّاطة إمام جامع الخسرويَّة ومدرِّس مدرستها، كان لي شرف التَّلمذة على يديه فهو مَنْ لقَّننا القرآن الكريم تجويداً وحفظاً في الصف السابع الشرعي والصف الثامن، وكنا ننتظره ليدرِّسنا الفرائضَ والمواريث في الصف التاسع، لكن مشيئة الله حكمت في أن يكون شيخنا لدى الرفيق الأعلى في الوقت المنتظر. حضرتُ جنازته وأمسيات عزائه ورثاءه في اليوم الثالث في المقبرة، وقد قام حينها أحدُ الصالحين فقصَّ رؤيا رآها جاء فيها: أن هذا الرجل لقي الشيخ «نجيب» فقال له: أي شيخي أين أنت الآن ؟ فأجاب الشيخ: يا بني إن مكانتي عند ربي لا تُقدَّر، وتلا قول الله تعالى: (إن المتقين في جنات ونَهَر. في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر).
الشيخ نجيب: عالمٌ لا يُشَقُّ له غبار في القراءات والمواريث، وله إنجازات في هذين الميدانين لا يعرف قيمتها إلا أهلوها، والشيخ نجيب صوفيٌّ نقشبندي، لقيته مئات المرات يدير الختم بعد العصر في جامع الخسروية، والشيخ نجيب رقيقٌ رفيقٌ لطيفٌ متواضعٌ يُسلِّم على من يعرف ومن لا يعرف، ويبادر غيره بالسلام، وما عهدنا أن أحداً بادره به أو سبقه السَّلام.
يا شيخ القرّاء بلا منازع، ويا شيخ الفرضيّين بلا معارض، ويا أيها السَّامي، يا ذا الوجه المنوَّر والقلب المطهَّر، اذكُرنا عند ربك بالسَّلام والإسلام والأمن والإيمان، فأنت من علَّمتنا في حياتك وتتابع التفضُّل علينا بعد مماتك، فتشفّع. لك الإجلال منّا والتقدير. والحمد لله رب العالمين.
محمــود عكَّام
التعليقات