هو الربيع الأنور والأزهر والأعظم، هو الشَّهر الأرقى والأنقى والأتقى، هو شهرُ مولدِ السيِّد والسَّند والملاذ بعد الله لمن أرادَ المدَد، هو البهجةُ والسُّرور والحبور للروح والنفس والجسم لدى الإنسان السويِّ الشَّكور.
قرأتُ فيما قرأتُ عن العظماء أنهم يتَّصفون بالمكارم من الأخلاق فكيفَ بمن كان خُلُقُه القرآن، والقرآنُ كلامُ الرحمن المطلق عن محدودية المكان والزمان. وقيل أيضاً: العظيمُ: مَنْ قدَّم للإنسان خيراً وفيراً لكل الإنسان، وها أنت ذا أمام عظيمٍ قدَّم للعظماء الخير والعطاء والرُّشد والسَّداد فضلاً عن الناس دونهم (دون العظماء). هو في الحقيقة سرُّ الله الخلاق في خلقه، وهو مَكْمَنُ رحمته ومستودَعُها على الأرض، ولا يعلمُ ما عليه قلبُه إلا ربُّه ، بل إنه أعني - الرسول محمداً - يبيتُ عند ربه يُطعمه ربُّه ويسقيه ويُدنيه ويدُنيه. فيا أهلَ الربيع هلَّ الربيعُ فهل تُهلُّون معه بعهدٍ وفيٍّ وميثاقٍ رشيدٍ تُسَطِّرون فيه بالفعل دونَ القلم رحمةً للنَّاس منشورة، وخيراً للعالم مبثوثاً، وأماناً واطمئناناً، فتكونوا بذلكَ النَّاطقين الأوفياء والعاملين الأصفياء، وأعتقدُ جازِماً آنَ الأوانُ آن ولا سيما بعدَ أن زيَّف الزائفون المزيِّفون فقدموا "الربيع" عواصفَ وكوارثَ وآهاتٍ وآلاماً. ربيعنا - كما بدأنا - نورٌ وعطاءٌ ومعرفةٌ ونماءٌ وسلامٌ وحياءٌ وعيشٌ هانئ ملؤُه الاستقرار والرَّخاء، وأيُّ ربيعٍ سِوى ذلكَ زيفٌ وبهتان.
فاللهم صلِّ على وليدِ الربيع الحق الأنور، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وألحقنا بهم هنا وعقبى الدار.
حلب
21/11/2018
محمود عكام
التعليقات