القِيم العظيمة: هي تلك التي اتُفق عليها فلا مُنكِر ولا مخالف، ومن ذا الذي لا يُقرُّ بالوطن قيمة من أعظم القيم، ولولا ذلك ما كان الذي يموت دونه ودفاعاً عنه شهيداً، والوطن ليس أحجاراً وأشجاراً وهواءً وفضاءً فحسب بل هو مع ذلك كله تاريخ وعراقة وقيم ومبادئ وبيت ومدرسة وملعب ومعبد ومسرح ومعمل ومصنع ومتجر وشارع وحي ومدينة وقرية ومستشفى وثكنة، ويحكم ذلك كله دستور ينظِّم علاقة المواطن بالمواطن ضمن هاتيك البؤر والبقاع آنفة الذكر على أساسٍ من "عدلٍ ورحمة" دون امتيازٍ لصالح دين أو مذهب أو عرق، فالجميع ذمة واحدة يجير عليهم أدناهم.

الوطن – يا ناس – قيمةٌ كالأم والأب والأخ والولد والجار، وهذه القيم تُدعى بالمشخَّصة والمجسَّدة وتكاد تكون "مقدَّسة" لأنها لا تحتمل أدنى تقصير تجاهها: (ولا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما)، و: "والله لا يؤمن من لا يأمن جارُه بوائقه"، و: "وما زال جبريل يوصين بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

وأخيراً: ما بالكم – يا ناس – بقيمة الوطن وهي تحتضن: الأم والأب والولد والجار والأخ، وإلى جانب هؤلاء الأرض والمال والمرتع والمأوى و... فيا رب احفظ وطني.

حلب

20/5/2019

محمود عكام