أَقلَقني وأبكاني ما حَلَّ بكِ، وما آَلَ إليه حالُك، فباللهِ عليكِ لا تحزني ولا تَجزعي، وغداً لنا موعدٌ معكِ وأنتِ أفضلُ حالاً وأجملُ واقعاً.
حَلَب: يا مَرْتَعي ومَلْعَبي ومَحلَّ راحتي واستقراري، سيزولُ الظُّلمُ والظلامُ وسيبزُغُ فجرٌ جديدٌ وستُشرِقُ شمسٌ ماعهدنا كَضيائِها إشراقاً في سالفِ الأيام، فصَبراً في مجالِ البلاءِ والشِّدَّة صَبراً وصَبراً في مجالِ القَهرِ صَبراً.
حلب: يا خِيرةَ البُلدان وصفوتها، أنا أعلمُ أنَّكِ الآنَ تَنفينَ الخَبَث، ومَهمَا مَرَّ من آلامٍ فلن يُؤثِّر على مَسجِدِكِ الكبير ولا على قَلعَتك الصَّامدة ولا على عِشقِ أبنائِكِ البَرَرة لتُربِك الطَّهُور، فحلبُ دائماً قصدُنا وكُلُّ الدُّنيا سُبُلٌ إليها.
حَلَب: يا دُرَّةَ الزَّمان، ما كنتُ لأكتشفَ عَظَمةً فيكِ لولا الابتلاءُ الذي لَفَّكِ، فأنتِ وربِّ الكَعبةِ صَامدةٌ شَامخة عَصِيَّةٌ على كُلِّ انتهاكٍ وفَسَادٍ وضَلالٍ.
حَلَب: نحنُ صَابرون معكِ، والصَّبرُ عندنا تَعميقُ وَفاء وتقويةُ وَلاء ومُنافحةٌ ودِفاع، فلا أبقَى اللهُ مَن يُعاديكِ، ولا جَعَلَ مَنْ يُؤذيكِ بين الأحياء، وليُهلِكِ المولى كُلَّ مَنْ رَامَكِ واحةَ دَمٍ وساحةَ عُنفٍ.
حَلَب: أبشِرِي فالنَّصرُ والفتحُ آتيان لا مَحالة، ويَومئذٍ يفرحُ الحَلبيُّونَ بنصرِ الله، ونفرحُ جميعاً إذْ نُعاوِدُ البِناءَ والعطاء.
اللهمَّ مَتِّعنا بحلبَ مُزدهرة وارزُقنا الحياةَ المديدة الطَّيبة لنُحدِّثَ أجيالاً قادمة عَن صُمودِ حَلَب وعِزَّةِ حَلَب حديثَ السَّلفِ الصَّالح للخلفِ الأصلح. عَاشَت حَلَب، وعاشَ مَنْ يُجبُّ حَلَب.
حلب
8/8/2020
محمود عكام
التعليقات