وأعني بأمريكا حكومتَها ومسؤوليها الذين لا يرقُبون في الإنسان عامَّةً والشَّريف خاصَّةً إلا ولا ذمة. هَمُّها الدفاع عن المغتَصِب اللعين "إسرائيل" ومُعاداةُ مَنْ يقاومُ هذا الكيانَ الأثيم، ولما كانت سورية من أولئك المقاوِمين الصَّادقين عَمِلَت أمريكا الفاجرة على مُحاربتها عسكرياً وإعلامياً واقتصادياً، وجيَّشت من أجل ذلك أتباعَها وأذنابَها هنا وهناك داخلاً وخارجاً، فيا أيُّها الشَّعبُ الأبيُّ: صبراً في مختلف ميادينِ المقاومة ولا عليكَ من كلِّ التهديد الأمريكي الخبيث فاللهُ معك والشُّرفاءُ معك وكلُّ ذي عقلٍ نظيفٍ معك، واعلم أنَّ للباطلِ الأمريكي ومَنْ لَفَّ لفَّه جولة ثم يضمحلُّ وينتهي ويذهبُ جُفاءً، فهيِّئ نفسك لجَوْلة وصَوْلة الحقِّ والعملِ والبناء ونصرة المظلوم وإعانة المستضعفين، ولا تهِنْ ولا تحزن وأنت الأعلى إن كنت مؤمناً صامداً صابراً عزيزاً ماجداً، وكن على يقين أيضاً أن الله جَلَّ شأنُه لن يُضيِّعَك ولن يُجوِّعك ولن يُذلَّك ما دُمتَ مُتماسكاً ومتلاحماً كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائر الجسد بالسَّهرِ والحُمَّى. فاللهمَّ نتوسَّلُ إليك بدموع الثكالى ودماءِ الشهداء إلا رحمتَ سورية وشرفاءها برحمتك العميمة العظيمة يا أرحم الراحمين.
حلب
8/6/2020
محمود عكام
التعليقات