نشرت جريدة أسرار الشرق الأوسط الصادرة بدمشق في العدد رقم /108/ لشهر نيسان 2007 وعلى صفحتها الأخيرة المقال التالي للدكتور الشيخ محمود عكام:
دمعة من أجل الوطن
يا وطني، يا أيها الوطن العربي:
هل أنت وهمٌ أم حقيقة ؟ هل أنت ماءٌ أم سراب ؟ هل أنت شيء أو هباء ؟ حِرتُ يا وطني
في وصفك بل توصيفك وما دفعني إلى هذه التساؤلات إلا واقعك، فكلام أبنائك عريض
وفضفاض، ولكن الفعل ضيق، ويمكن أن نطلق عليه: متلاشٍ.
يا وطني ما الذي خرَّبك ؟ ولمَ أنت مُهان ؟ ألأنك عربي ؟ والعروبة في ظني المتقارب
من اليقين شهامة ومروءة وحضارة ومساهمة في بناء الإنسان.
أم لأنك مسلم ؟! والإسلام – على حدِّ علمي، دين علم ووعي وأمان وإبداع.
خبرني يا وطني عن السبب قبل أن يفوت الأوان فيهجرك كلُ أبناءك، ولا تتركني في حيرة
فلقد ضاقت بنا – نحن الذين نسعى إلى رفعتك – سبل، وخِلتنا كالمتسكعين والمتسولين
على أبواب العالم الآخر أو العوالم الأخرى، فما من عالَم سواكَ رأيناه إلا وجدناه
أفضل منك دنيا وديناً، فآلمنا ذلك وجرَحنا هذا الذي رأيناه.
يا وطني، أيها العالم العربي:
ألم يأن لك أن تتحد ولو بالقوة ؟ أعني قوة أعدائك التي يجب أن تحصنك على هذا.
يا وطني العربي:
أجيالنا القادمة تفكِّر في الانتساب إلى سواك، فها هم يهاجرون وبقدراتهم وعقولهم
يخدمون غيرك، لأن غيرك يخدمهم ويشبعهم ويشعرهم بوجودهم.
يا وطني:
ما فنَّك الذي تزعم سبقاً فيه بفن، ولا رياضتك التي تدَّعي تقدماً فيها برياضة، ولا
دينك الذي تفرز من أجله جماعات وجماعات ومجاهدين بدين !
خبرني عن شيء هو فيك ناجع نافع، نبئني عن نقطة حسنة لنعمل على تطويرها وزيادة
تحسينها، قُل لي يا وطني فقد ضاق الحبل على الودج.
واسمح لي أن أقول لك وأنت ممثل بأبنائك:
ادَّعِ الذي تريد، وازعم ما تشاء، فلست على شيء حتى نقيم هذا الذي تقوله على أرض
العمل والحقيقة الفعلية، وإلا فلا وربك لا تنال الذي تودُ نيله حتى تتلمذ على كل
العوالم الأخرى تلمذة صادقة، وتكف عن الثرثرة والتهريج والظن والكذب والخداع والمكر
والأنانية كفَّاً صحيحاً، وعندها فالله معك.
التعليقات