آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
كلمات ومعانٍ من ليلة القدر

كلمات ومعانٍ من ليلة القدر

تاريخ الإضافة: 2003/11/21 | عدد المشاهدات: 4861

أما بعد ، أيها الإخوة المؤمنون :
ها نحن في يومٍ ستعقبه ، أو في نهار تعقبه ليلة هي خير من ألف شهر ، هذه هي ليلة القدر ، أيها الإنسان المسلم تعال لنتحدث عن ليلة القدر بشيء من التفصيل ، وأبتدئ بالحديث عن عصارة الليالي وكيف كانت ليلة القدر عصارة السنة . أقول : لخصت السنة كلها في رمضان . أليس رمضان أفضل الشهور ! لخصت السنة كلها في رمضان ، ولخص رمضان في العشر الأواخر منه ، أوليست العشر الأواخر من رمضان هي الأفضل ما بين العشر الأولى والعشر الثانية ! ولخصت العشر الأواخر في رمضان في ليلة القدر ، ومن هنا ندرك أبعاد أو بعض أبعاد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " نحن نعلم أن النبي عليه وآله الصلاة والسلام قال : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " يأتي التلخيص في ليلة القدر ، فكما جاء وكررت ما جاء في الصحيحين : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وفي رواية لمسلم : " ومن يقم ليلة القدر فيوافقها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " إذا قمت رمضان كله غفر لك ما تقدم من ذنبك ، وإذا قمت ليلة القدر غفر لك ما تقدم من ذنبك . أرأيت كيف لخص رمضان السنة ، وكلف لخصت ليلة القدر الشهر ، ونحن قلنا إن رمضان لخص في العشر الأواخر لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " فمن كان متحريها – أي متحري ليلة القدر – فليتحرها في ليلة واحد وعشرين ، أو في ليلة ثلاث وعشرين ، أو في ليلة خمس وعشرين ، أو في ليلة سبع وعشرين ، أو في ليلة تسع وعشرين " فليتحرها في أوتار العشر الأواخر . أكرر التلخيص : لخصت السنة في رمضان ، ولخص رمضان في العشر الأواخر منه ، ولخصت العشر الأواخر في ليلة القدر . ليلة القدر تعني ، أو قبل أن نتحدث عما تعني لعل قائلاً يقول : وهل هنالك مستند على أنها أخص في ليلة السابع والعشرين . ما دام العالم الإسلامي كله يحتفل أكثر ما يحتفل في ليلة السابع والعشرين إن هنالك ا ستئناساً يبتدئ هذا الاستئناس بحديث ورد في سنن أبي داود يقول عليه وآله الصلاة والسلام : " من كان متحرِّيها فليتحرَّها في ليلة السابع والعشرين " وأيضاً هنالك استئناسات أخرى التقطها علماؤنا من سورة القدر ، من سورة  ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾
القدر : 1 فقال علماؤنا مستأنسين ، ولا أقول مستدلين ، قالوا : إن عدد كلمات هذه السورة ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ القدر : 1 إن عدد كلماتها ثلاثون ، وإن كلمة سلام هي تأتي في السابع والعشرين ، أي تأتي الكلمة السابعة والعشرين في هذه السورة في الثلاثين كلمة ، فإذا عددت الكلمات التي تسبق ﴿ هي ﴾ في قول الله عز وجل ﴿ سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾ القدر : 5 فسنجدها ستاً وعشرين كلمة وتأتي هي لتكون الكلمة السابعة والعشرين . وهنالك استئناس آخر قاله علماؤنا ، الله عز وجل قال : ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ القدر 1- 3 تكررت كلمة ليلة القدر ثلاث مرات ، وحروف ليلة القدر تسعة أحرف ، وإذا ضربنا ثلاثاً بتسعة أحرف كانت النتيجة سبعاً وعشرين أو سبعة وعشرين على تقدير المعدود ذكراً كان أو أنثى . هذه استئناسات تؤكد أو تعطي دلالة أقوى على أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان .
ما معنى ليلة القدر ؟ ما معنى القدر ؟ القدر هو الشرف - أيها الأحبة - ولقد شرفت الأرض في هذه الليلة بصلتها بالسماء ، بصلتها التكليفية عبر كلام الخالق ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾
القدر 1 اتصلت الأرض بالسماء على أرضية التكليف فكان لهذا الاتصال شرف نالته الأرض في هذه الليلة فقد أضحى المخلوق الأسمى الذي عليها مكلفاً ، أضحى الإنسان مكلفاً ، والتكليف من الله تشريف ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ القدر : 1 وكذلك شرف الإنسان لأنه حمل أمانة الخلافة عن الله في هذه الليلة ، عندما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كتاب التكليف ﴿ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ﴾ الأحزاب: 72 ظلوماً جهولاً عندما أعرض عن التشريف فاتخذ تكليفاً مستمداً من غير كتاب آتٍ من السماء ﴿ إنه كان ظلوماً جهولاً ﴾ الأحزاب: 72 يوم تلقى الأمانة من غير كتاب السماء ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ القدر : 1 القدر هو الشرف العظيم . والسؤال التالي : ها نحن حددنا ليلة القدر ، وها نحن بيَّنا ماذا تعني كلمة القدر ، والسؤال الثالث : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ماذا يعني القيام ؟ هل يعني القيام أن تصلي وتذكر الله وبذلك تكون قد حققت ما طلب منك على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هل القيام صلاة وذكر ؟ أنا أفهم القيام كما يلي : القيام له شقان ، يقوم على ركنين ، الركن الأول : المعاهدة على الالتزام ، والشق الثاني المباشرة بالمهام .
القيام أمران وإلا لو كان القيام صلاة وذكراً فقط لما استحق هذا القيام في هذه الليلة التي أنزل فيها القرآن أن يغفر ما تقدم من ذنب الإنسان ، ولكن القيام ، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه ، ولم يقل من دعا في ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه ، ولم يقل من ذكر الله في ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه ، وإنما قال : " من قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه " القيام أمران : معاهدة على الالتزام ، ومباشرة بالمهام . المعاهدة على الالتزام أساس . أرأيت إلى أي مسؤول حينما يكلف أَلَا يقوم بتأدية القسم ! أرأيت إلى الطبيب عندما يبتدئ مشواره العملي ألا يؤدي يميناً وقسماً ! أرأيت إلى القاضي الذي سيباشر الحكم بين الناس ألا يبتدئ العمل بتأدية القسم ! ألم يقف المسؤولون أمام الرئيس على سبيل المثال من وزير ومحافظ لتأدية القسم ! وإذا لم يؤدِّ المسؤول أو الطبيب أو القاضي القسم فإن عمله سيبقى معلقاً ولن يكون مُرَسَّماً ، ولن يكون مسجلاً ف بسجلات راصدة ، وها نحن نقول إن القيام له ركنان ، الركن الأول معاهدة على الالتزام ، عليك أن تقسم في هذه الليلة ، عليك أن تعاهد الله في هذه الليلة لتقول يا رب أقسم بك أن ألتزم كتابك الذي أنزلته على رسولك والذي شرفت به الإنسان ، أقسم يا رب ، ويجب أن يكون القسم من قلبك ، ويجب أن يكون القسم من ذراتك ، وعليك أن تقسم وأنت عازم على أن تباشر بقوة وعلى أن تلتزم بصدق وأمانة ، على أن تلتزم التكليف الذي كلفته من قبل مَن أنزل القرآن ، أقسم أيها الإنسان بينك وبين نفسك أمام ربك ، قل عهداً إليك يا رب أن ألتزم كتابك ، أن ألتزم أوامرك ، أن أجتنب نواهيك ، بينك وبين نفسك حتى إذا ما أرادت نفسك أن تحدثك فيما بعد بأمر من الأمور فتذكر القسم ، كما نقول للطبيب إذا ما أراد أن يجانب الصواب في عمله تذكر القسم ، وكذلك أي مسؤول نقول له تذكر القسم ، وكذلك أي قاضٍ نقول له تذكر القسم ، الم تقسم أمام المسؤول الأعلى ، ألم تقسم بالقرآن الكريم ، أو بالإنجيل إن كنت مسيحياً ، أو بمعتقدك إن كنت غير مسلم ولا مسيحي ولا يهودي ، ألم تقسم تذكر القسم . القيام معاهدة على الالتزام ، وأنا أدعو نفسي وأدعو المسلمين على أن يقسموا بينهم وبين ربهم في هذه الليلة ، على أن يقسموا معاهدين الله على الالتزام ، ولعلي أريد تذكرة نفسي وإياكم بموطن من مواطن الالتزام ، ألا وهو الوحدة والتآخي فيما بيننا ، أقسم فيما بينك وبين ربك على أن تلتزم الآيات الداعية إلى الوحدة والتضامن ، أقسم بينك وبين ربك معاهداً على أن تلتزم بتطبيق قوله تعالى ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ﴾
آل عمران : 103 أقسم بينك وبين ربك على أن تلتزم قوله تعالى ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾ المائدة : 2 أقسم بينك وبين ربك على أن تلتزم تطبيق قوله تعالى ﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ﴾ الصف : 4 نريد الصف الواحد ، نريد الالتزام والقسم على أن نكون في هذا الوطن ، لا أعني سورية فحسب ، ولكن أعني كل الوطن العربي والإسلامي على أن نكون صفاً واحداً أمام كل التحديات ، أمام العدوان الشرس الذي لا همَّ له إلا الاعتداء على الإنسان ، وها أنتم ترون في فلسطين وفي غير فلسطين تنفيذات هذا الاعتداء لذلك يا أخي الكريم آيات الالتزام ، أو الالتزام بآيات في كتاب الله تدعوك إلى وحدة مع المسلمين ، مع المواطنين ، مع الأرض ، إلى آيات تدعوك إلى حب الأرض ، إلى التفاني من أجل الدفاع عنها ، إلى استثمارها ، إلى زراعتها ، إلى صناعتها ، إلى تقوية روح الأخوة بيننا ، إلى الالتزام بقول الله عز وجل ﴿ إنما المؤمنون إخوة ﴾ الحجرات :10 التزم من أجل أن يبقى أبناء هذا الوطن تحت ظلال وحدة صادقة قوية متماسكة ، لأن عدونا ينتظر ثغرات بيننا لينفذ من خلالها ، فلا تدعوا مجالاً لعدو يريد أن ينفذ من خلالكم ، يريد أن يخترقكم ، يريد أن يوسع الهُوَّة بين الشعب وبين القيادة ، بين المرؤوس وبين الرئيس ، بين الإنسان وبين أخيه ، بين المسلم وبين المسيحي في هذا الوطن ، بين السني وبين الشيعي ، بين هذا الإنسان الذي يقطن هناك وبين هذا الذي يقطن هنا على مستوى الجغرافية ، على مستوى المحلية ، هو لا يدع ثغرة إلا ويحاول النفاذ منها ، فتماسكوا يا إخوتي . الشق الأول هو المعاهدة على الالتزام .
والشق الثاني هو المباشرة بالمهام . قيام ليلة القدر مباشرة ، عاهدت ربك وأقسمت أن تكون أخاً صادقاً لمواطنيك ، إذاَ هيا فباشر في هذه الليلة ، قم فزر صديقاً لك ، قم فاذهب إلى أبيك وأمك ، قم فاذهب إلى إنسان بينك وبينه شحناء فتزيلها في هذه الليلة ، قم فأعط الفقير إن كنت غنياً ، قم فعلم الجاهل إذ كنت عالماً ، قم فتحرك ، أقول لك قم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " بهذا المعنى للقيام يمكننا أن نفهم عظيم الثواب الذي جاء لمن قام ليلة القدر ، أما إذا فهمنا القيام غير هذا الفهم فسنتكثر الثواب العظيم . لم كل هذا الثواب ؟ لم غفران الذنوب كلها ما تقدم جرَّاء ركعتين ، أو عشرين ركعة ، أو ثمانين ركعة ، لكننا إن فهمنا القيام على هذا الذي ذكرت ووفق المعطيات التي تحدثت عند ذلك ندرك أن الثواب على قدر المشقة ، وأن الثواب على قدر الفعلة والفعلة كبيرة .
السؤال الرابع ، وأختم به الخطبة : لماذا أخصُّ الالتزام والمباشرة بقضية التعاون ، بقضية الألفة والمحبة ، بقضية الدفاع عن الوطن ، بقضية تطوير الوطن ، بقضية دعم صناعة الوطن وزراعته ، أقول هذا لأنكم تعلمون أن ثمة هجمة على سورية لا مبرر لها سوى أن العدوان الصهيوني وجد في سورية شوكة تغُزُّ حلقه فقام يسعى من أجل إزالتها ، ولكن الله عز وجل أكبر ، قام هذا العدو الصهيوني فأزَّ الولايات المتحدة الأمريكية لتصدر قانوناً يسمى قانون محاسبة سورية ، فكتبت تعليقاً على هذا :
عهدنا بالدول المتقدمة المتطورة أن يستقيل فيها المسؤولون المختصون إذا وقع في دائرة اختصاصهم حادث أو فاجعة ، أو إذا ألمَّ بساحة مجالهم كارثة ، لكن هذا لم يحصل في أمريكا العظمى عقب أحداث أيلول وانهيار برجي نيويورك وتصدَّع مبنى وزارة الدفاع ، وبعد أن تبدى كذب ادعاء تمت على أساسه تصرفات أزهقت أموال الدولة وأرواح بعض من أبنائه في العراق ، فلم نسمع باستقالة أو إقالة المعنيين بتأمين الأمن للشعب الأمريكي كوزير الدفاع ورئيس المخابرات .... الخ ، والغريب في القضية أن الإدارة الأمريكية وبدلاً من أن تفعل ما سبق التنويه والإشارة إليه راحت تدرس في مجلس شيوخها قرارات إقالة وإزاحة الحكومة الفلانية في البلد الفلاني والرئيس فلان في المكان كذا وهمت بتحويل الدنيا إلى بركان ، وآخر مفرزات الغرابة والعجب سعي متصهين عبر مجلس الشيوخ الأمريكي لاستصدار قرار بمحاسبة سورية وإنزال العقاب بها ، وليس ثمة مسوغ ذو شرعة على الإطلاق سوى أن الكيان الصهيوني المجرم أمر أذنابه في مجلس الشيوخ ومجلس النواب في أمريكا بهذا فاستجابوا صاغرين . عجباً يا دولة القوة والتقدم كيف تقولين ، بل كيف تفسدين وفي أحضانك منظمة الأمم المتحدة وها أنت تنتهكين قراراتها ، ثم بعد ذلك خبريني بحق ما به تؤمنين مَنْ أنتِ حتى تحاسبي سورية ؟‍! ومن الذي نصَّبكِ حاكماً بأمره على العالم ودوله وحكوماته ؟! نعم . من أنت حتى لا تراجعي ولا تناقشي في قرارات تتخذينها بحق الآخرين تساؤلات جمة تطرح نفسها ولا عقل يجيب إلا الغطرسة التي أضحت تتسرب لتكون عنوان البيت الأبيض وقيادته ، كان قميناً بك أيتها الإدارة الأمريكية أن تحاكمي نفسك فتسألي ذاتك لم ضُربتِ في عقر دارك ، ولم هوجمت أهمُّ معالمك ، ولم وقف نصف العالم شامتاً علانية ، وكتم الشماتة في قلبه نصفه الآخر ، ولم تقاومين في العراق وقد كنت تدعين أنك ستستقبلين استقبال الفاتحين ؟! هل أدلك على عمل ينجيك من الكراهية والشماتة والبغضاء التي حلت بك وأحلت بمعاصمك ! تقومين بإعلان البراءة من الظلم والظالمين وعلى رأسهم الصهوينيون والمتصهينون وتبتعدين عن معاداة مواطنيك من العرب والمسلمين وتهجرين سبيل العنصرية والعنصريين ، وتصدقين العزم في التعاون مع دعاة السلام الحقيقيين ، وسترين عندها أن سورية في طليعة أولئك الدعاة للسلام الحقيقي ، أما إسرائيل - وأنت تعرفين - فقد استهترت بالعدالة التي انطوت عليها قرارات المنظمة الدولية / 242 ، 338 ، 425 / .... الخ فما بالك بالرغم من كل هذا على صداقتها ومساعدتها على باطلها تصرين ! لقد استبدلت في عملك هذا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وعوضاً عن أن تصرخي بقوة في وجه المعتدي فكرت في محاسبة المعتدى عليه – نحن معتدىً عليه في جولاننا ، في فلسطيننا – فهتكت الفضيلة وأيقظت ودعوت الرذيلة ، اعملي ما شئت ، فللظالم يوم وخيم وهو آتيك لا محالة ، وللظالم نهاية بلا شك وخيمة وهي آتية لمن أصر على الظلم .
على كل نحن في حوارنا بالرغم من كل تخلفنا كما تدعين مستمرون – نحن في حوارنا ، وأركز هنا على الحوار ، نحن في حوارنا بالرغم من تخلفنا كما تدعي أمريكا مستمرون ، نحن في حوارنا مع كل الناس ، ولا نريد انفجاراً ، ولا نريد هجوماً ، ولكننا نريد نشر كلمة الحق بقوة الحق ، بقوة المنطق ، لأن هنالك أناساً كثيرين في بقاع الأرض لم يزالوا بعيدين في آذانهم عن استقبال كلمة الحق كلمتنا ، علينا أن نقول لكل العالم نحن دعاة إلى حوار .
نحن في حوارنا بالرغم من تخلفنا كما تزعمين مستمرون وأنت في اعتداءاتك وإفسادك بالرغم من تقدمك كما تدعين سادرة ، فأي الفريقين أحق بالمحاسبة إن كنت تعلمين ، ومن الذي ينبغي أن يحاسب ؟! خبرونا يا ناس ، يا أصحاب الضمائر الحية ، ونحن على أحرِّ من الجمر منتظرون ، ونأمل من الشعب الأمريكي أن يكون أول المجيبين .
هذا الذي قلته إنما هو كلام رأس هذه الدولة ، هذا الكلام إنما هو كلام القيادة ، كلام سيادة الرئيس الذي نرجو الله عز وجل أن يوفقه في مسيرة الدفاع عن الوطن ، عن المقدسات بالكلمة القوية التي عهدناها منه عبر مؤتمرات متعددة ، أسأل الله أن يوفق وطننا رئيساً ومسؤولين وشعباً وحكومة وجيشاً ، أن يوفقه لخدمة الدين الحنيف ، ولخدمة القضية الحقيقية ، ولخدمة القضية الفلسطينية ، ولخدمة المظلومين في كل بقاع الأرض من غير تمييز بين فئة وأخرى ، فنحن مع رفع الظلم عن كل المظلومين أينما كانوا . اللهم بحق ليلة القدر رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً ، احفظ أوطاننا ، احفظ علينا بلادنا ، وفقنا لما تحب وترضى ، نعم من يسأل أنت ، ونعم النصير أنت ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

 

التعليقات

شاركنا بتعليق