في افتتاح ندوة الإسلام وحقوق الإنسان ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام - مقرر الندوة - كلمة رحب فيها بالسادة العلماء والباحثين المشاركين في الندوة، وشكر فيها الجهة المنظمة للندوة، وقال:
لا يسعني في مستهل هذه الندوة العلمية إلا أن يكون الحديث عن ثلاثة محاور:
المحور الأول: حلب، ولماذا اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية ؟
لقد اختيرت حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لأسباب ثلاثة ربما تزيد لكنها لن تنقص:
1- حلب من أقدم مدن الدنيا وجوداً على هذه البسيطة، سكنها الإنسان منذ الألف الرابع قبل الميلاد. وربما أقدم من ذلك بكثير بحسب بعض الباحثين.
2- لأن فسيفسائها الدينية والطائفية والعرقية والمذهبية تعيش حياة مشتركة متناغمة في ظلالها وعلى أرضها، فليس ثمة فتنة بين أبنائها المختلفين ديناً، وليس ثمة فتنة بين أبنائها المختلفين عرقاً، وليس ثمة فتنة بين أبنائها المختلفين مذهباً. ولقد بقيت بعيدة عن أي فتنة، فلم تشهد عبر تاريخها الطويل ما يشبه تلك الفتن والحروب الدينية والقومية التي وقعت في أمكنة أخرى هي أقل منها تنوعاً من النواحي الدينية والمذهبية والعرقية.
3- حلب تضم تراثاً عمرانياً يمثل كل المراحل الإسلامية ابتداء من جامع الشعيبية الذي شيد في عهد سيدنا عمر، ومروراً بالآثار الشاهدة على العصور الزنكية والأيوبية والفاطمية والمملوكية والعثمانية، وانتهاء بما تنتجه أنامل أبنائها البررة من عمران يشكل حلقة متناغمة مع سائر الحلقات في السلسلة الرائعة النيرة.
المحور الثاني: الإسلام وحقوق الإنسان.
لا شك أن الإنسان قد أوجده الله مخلوقاً أسمى، وكان الإنسان المصنوع الأرقى. وكل مصنوع يرفق بدليل فيه وصفه ووظيفته، والإنسان المصنوع الأسمى بحاجة إلى دليل، لذا كانت الديانات السماوية، وكانت القرآن هو الدليل المرفق مع الإنسان والذي يحوي وصفه ووظيفته.
المحور الثالث: الندوات.
وهي موائد لتقديم المعارف والمعطيات القيمية، ولئن كانت الثقافة تعني القدرة على تحويل المعطيات المعرفية إلى سلوك، فلذلك الثقافة الإسلامية في حلب تعني: المعطيات المعرفية الإسلامية التي حولها أبناء حلب إلى سلوك، وأهم هذه المعطيات المعرفية: التسامح الإنساني وحسن الجوار، والعمل النافع من صناعة وزراعة وتجارة، والعلم والتعليم.
التعليقات