أقام المعهد
الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق ، ومعهد ثربانتس الأسباني في دمشق ، ووزارة الثقافة
السورية ندوة دولية حول : " الرمزية والتأويل عند ابن عربي " وذلك أيام : 22 - 23 -
24 حزيران 2005 في قاعة المؤتمرات في فندق برج الفردوس في دمشق . وشارك في هذه
الندوة عدد كبير من الباحثين والمفكرين العرب والأجانب .
وقد ترأس فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام الجلسة الثالثة المنعقدة يوم الخميس 23
حزيران 2005 م الساعة العاشرة صباحاً ، وتحدث في الجلسة كل من الأستاذ الدكتور جيمس
موريس من بريطانيا عن الأيمان والعمل الصالح عند ابن عربي ، والأستاذ الدكتور سامي
مكارم من لبنان عن الوجود والشهود عند ابن عربي ، والأستاذ الدكتور خوان أنطونيو
باشيكو من إشبيلية ( اسبانيا ) عن العدد والعقل عند ابن عربي . وأما الدكتور محمود
عكام فقد أحسن إدارة الجلسة أيّما إحسان ، وقدم للجلسة بقوله : هنالك فقه أصغر وفقه
أكبر وموضوع الفقه الصغر هو العبادات والمعاملات وقد كان فيه مدرستان كبيرتان
إحداهما مدرسة الرأي والثانية مدرسة أهل الحديث ، وقد قبلت كل من المدرستين الأخرى
، فأهل الحديث لم يكونوا ليرفضوا الرأي وأهل الرأي لم يكونوا ليرفضوا الحديث والمهم
أنه تمت المصالحة بينهما على أساسٍ من توسيع دائرة اعتماد الحديث الشريف بالتفسير .
وها نحن نقول لمدرستي الفقه الأكبر " العقيدة " وهما أهل الذوق و ( التصوف ) ، وأهل
الدليل ( السلفية ) : تصالحوا فأهل الدليل لا يرفضون الذوق والوجدان كما أن أهل
الوجدان لا يرفضون الدليل وحاشاهم . وكما وسعت دائرة التفسير في ميدان الفقه الصغر
، فلتوسع دائرة التأويل للدليل في الفقه الأكبر .
ثم تابع فضيلته القول : نحن هنا لنتعارف ونتعرف على الشيخ الأكبر وليس لنحكم عليه ،
فالله يريدنا وقد اختلفنا شعوباً وقبائل أن نتعارف فقال : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا ) ولم يقل لتتحاكموا وليحكم بعضكم على بعض .
وفي نهاية الجلسة : أشار فضيلته إلى أن هناك من يتكلم عن ابن عربي غير أنه لا يعرف
ابن عربي ويُقوّل ابن عربي ما لم يقله ، بل قد يقوّله فهمَه الذي لم يخطر على بال
ابن عربي .
فإلى الذين يتحدثون باسم ابن عربي عليهم أن يوثقوا ويحققوا وهم ينقلون عنه عباراته
ودلالاته وفهومه ، وإلا فلا عتب على من رفض ابن عربي إذا كان الناقل عن ابن عربي لا
ينقل عن ابن عربي وإنما ينقل عن نفسه وينسب ذلك زوراً لابن عربي .
وانتهت الجلسة ناجحةً بفضل الله ومنّه وكرمه .
التعليقات