شيخنا الفاضل ها نحن على أبواب رمضان المبارك, فهلا ذكرت لنا مشكوراً: آداب هذه الفريضة وسننها، وكيفية أدائها فعسانا نقوم بها بشكل صحيح حتى يظهر أثرها الطيّب علينا، ولكم الشكر والدعاء بالحفظ.
الإجـابة
الخميس 20-9-2007
السائل الفاضل: لقد أتينا آنفاً على ذكر سبعة آداب من آداب الصيام وهي: السحور, وتعجيل الإفطار, والدعاء عقيب الإفطار, وتفطير الصائمين، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والصدقات, وكفّ اللسان, وأن يكون الصائم على طهارةٍ من الحدث الأكبر. وبقي أن نذكر ثلاثة آداب لتكون بمجموعها عشرة، فإليكها:
8- المبالغة في العبادة في العشر الأواخر: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) رواه البخاري ومسلم, وعن عائشة أيضاً قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر (الأخير) أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ، وشد المئزر) رواه البخاري ومسلم.
9- الاعتكاف ولا سيما في العشر الأواخر: وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى, ثم اعتكف أزواجه من بعده) متفق عليه.
والاعتكاف هو اللبث في المسجد مدة بنية العبادة، والأفضل في الاعتكاف مطلقاً في غير رمضان أن يكون مع الصوم، لتكتمل منظومة العبادات في هذا المقام. والحكمة من مشروعية الاعتكاف التفرغ لعبادة الله فترة من الزمن, ليكون ذلك سبباً لتصفية القلب من الكَدَر وتربية النفس على الزهد, والتعالي بها على المخالفات والآثام, وكأنها زيارة خاصة لربك, وجلسة خاصة معه.
10- طلب ليلة القدر: ويستحب في رمضان تحرّي ليلة القدر وطلبها بأنواع العبادة, وليلة القدر مطلب عظيم وفرصة من فرص العمر. فالعبادة فيها وقيامها خير من عبادة ألف شهر, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري. وقال أيضاً: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) رواه البخاري.
هذه هي يا سائلي سنن الصيام وآدابه، فإن طبقناها أنتج الصيام ثمرته التي هي التقوى. وإلا كان الصيام جوعاً وعطشاً. أسأل الله أن يجعلنا ممن يصوم ويعطي الصيام حقه من الآداب والسنن.
التعليقات