آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


مـــــــــؤتمرات

   
برعاية الدكتور عكام.. الاحتفال بتخريج طلاب الدورة الصيفية لمعهد "أبي هريرة" بحلب

برعاية الدكتور عكام.. الاحتفال بتخريج طلاب الدورة الصيفية لمعهد "أبي هريرة" بحلب

تاريخ الإضافة: 2008/08/27 | عدد المشاهدات: 4697

أقام معهد جامع "أبي هريرة" بحي الكلاسة بحلب احتفالاً بتخريج طلاب الدورة الصيفية لحفظ القرآن الكريم، برعاية كريمة من الدكتور الشيخ محمود عكام، يوم الأربعاء: 27/08/2008.

وقد بدأ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم، ثم كلمة للشيخ عمر بركات مدير المعهد، تلتها بعض الأناشيد الدينية، والعروض المسرحية الهادفة، بعدها قام الدكتور الشيخ محمود عكام بمشاركة الشيخ الحافظ محمود ديري، ومدير المعهد بتكريم الطلاب المتفوقين وتوزيع الجوائز عليهم ، ثم قدمت إدارة المعهد درعاً تذكارياً للدكتور عكّام تقديراً لرعايته الكريمة.

وكان الدكتور عكام قد ألقى كلمة توجيهية توجه بها إلى المعهد إدارة وأساتذة وطلاباً، وإلى أولياء الأمور الذين ساعدوا المعهد بتعليم أولادهم، وتضمنت كلمة الدكتور عكام عناوين أربعة: (شكر وتقدير، ودعاء، وتذكير،وتوصية)، وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه:

أيها المحبون للقرآن الكريم، أيها الساعون من أجل أن يكون القرآن الكريم شفيعاً لهم يوم القيامة، أيها الحريصون على أن يكون القرآن الكريم هاديَهم للتي هي أقوم في هذه الحياة الدنيا.

كلمتي أربعة عناوين:

العنوان الأول، شكر وتقدير:

شكر وتقدير لكم جميعاً يا سكان هذا الحي ويا أهل هذا الحي، وشكر وتقدير أيضاً لأولئك الذين يقومون على تعليم أبنائنا في هذا الحي القرآنَ الكريم، أشكر كل القائمين، أشكر كل المدرسين، أشكر كل العاملين، أشكر كل المساهمين، أشكر كل الآباء، أشكر كل الأمهات.

أشكركم يا أيها المعلمون، أشكرك يا أيها الشاب الشيخ عمر بركات، أشكر مَن معك من الإخوة الذين رأينا بعض ثمارهم أو شيئاً من ثمارهم الآن، وأعتقد أن هذه الثمار أو أن هذا الثمار أكثر وأعظم وأفضل وأحسن.

أشكر من كل قلبي - في نهاية فقرة الشكر- هذه الثلة المؤمنة الشابة، لن أسميها أطفالاً وإنما هم رجال، إنما هم شباب: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).

أشكركم يا أيها الشباب، يا من تتعهدون القرآن، ويا من تحرصون على أن تكونوا أوفياء لربكم، أوفياء لدينكم، أوفياء لقرآنكم، أشكركم وأطلب منكم الدعاء لهذه الأمة المتعثرة، لهذه الأمة التي تصرخ اليوم من ألمٍ ألمَّ بها، لأنها ابتعدت عن القرآن الكريم، أطلب منكم يا أيها الشباب أن تدعوا لأمتكم، فألسنتكم لم تزل ولن تزال طاهرة طائعة، وقلوبكم لم تزل عَصيَّة على الشيطان، فأطلب منكم الدعاء لهذه الأمة، وأدعو لكم وأطلب من كل الحاضرين أن يدعوا لكم بالثبات دائماً وأبداً.

فاللهم ثبت هؤلاء الشباب الصغار سناً، الكبار عطاء، الصغار من حيث العمر، لكنهم كبار من حيث النفع والوهج الذي رأيناه ينبع من أعينهم وقلوبهم وأيديهم وحتى أرجلهم.

وفقكم الله أيها الشباب: يا طلاب المعهد، ويا أيها الأحبة، ويا أيها الطامعون لتاريخٍ سيأتي لهذه الأمة النائمة، لهذه الأمة المتوجعة، لهذه الأمة التي استساغت الذل والهوان، استساغت القيم الفاشية، فرمضانها - وهو على الأبواب- لم يعد رمضان فريضة الصوم، وإنما أصبح رمضانها رمضان عادات لا تمتُّ إلى فريضة الصيام والصوم بصلة، فيا شبابنا لولاكم لكاد اليأس يقتلنا، لولاكم يا شباب لزحف إلى قلوبنا اليأس، لكننا ونحن نراكم ننظر الأمل يشعل شموعه فينا، يُشعل أضواءه في دواخلنا، فاللهَ اللهَ يا أهل القرآن يا أهل الإسلام، أسأل الله لكم سداداً وثباتاً.

العنوان الثاني، الدعاء:

ولقد وقفت عند العنوان الأول وقفة إلى حدٍّ ما طويلة، لأنني أريد أن أتخلص من اليأس الذي ينتابني وينتابكم أيها الإخوة، ولعلنا إذ نتخلص من اليأس نعاود الكرة من أجل أن ننتصر على أنفسنا الأمارة بالسوء، حتى نجعل من هذه الأنفس راضية مرضية تحب الله وتحب الخير وتسعى من أجله. فالعنوان الثاني: الدعاء: أيها الحاضرون: أدعوكم إلى أن لا تبخلوا في كل يوم دعاءً ترفعونه إلى ربكم، هذا الدعاء كان يدعوه النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في مسند الإمام أحمد، قولوا في كل يومٍ - أنتم يا أيها الأطفال، يا أيها الشباب، وأنتم يا أيها الإخوة، وأنتن يا أيتها النساء – قولوا في كل يوم: " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" وفي رواية: "ونور بصري". في كل يوم أريدكم أن تقولوا هذا الدعاء .

العنوان الثالث، التذكير:

أريد أن أذكركم أيها الأحبة وأن أذكر نفسي بواجبنا نحو القرآن الكريم، هذا القرآن يا أيها الإخوة ليس من أجل أن نضعه هنا في المسجد فحسب، وليس من أجل أن نقرأه في كلام التعازي، وليس من أجل أن نفتتح به البرامج التلفازية أو البرامج الاحتفالية أو عقود الزواج، هذا القرآن كتابنا، هذا القرآن منهاجنا، هذا القرآن له حقوق علينا، وعلينا واجبات تجاهه، هذه الواجبات هي ثلاثة واجبات:

الواجب الأول: التلاوة: والتلاوة إحسان النطق، فتعلموا كيف تنطقون بالقرآن الكريم.

و الواجب الثاني: القراءة: والقراءة إحسان الفهم، فإذا ما تلوتم القرآن الكريم فلا تقفوا عند حدِّ إحسان النطق فحسب، بل تابعوا من أجل أن تفهموا هذا الذي تتلون.

الواجب الثالث: التدبر: ولقد أمرنا ربنا عز وجل أن نتدبر هذا الكتاب الكريم، فيا إخوتي تدبروه، والتدبر إحسان التطبيق.

وها هو أحد التابعين يقول ويعلمنا وينبئنا عن كيفية تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم، يقول أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرؤوننا القرآن أنهم ما كانوا يقرؤون آية من كتاب الله إلا ويتعلمون ما فيها من العلم والعمل، قال: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً. فتعلمنا القرآن تلاوةً، والعلم قراءةً، والعمل تدبراً جميعاً. هذا تذكير.

العنوان الرابع، توصية:

يا شبابنا يا أيها الإخوة: أحب أن أُودع هذه التوصية في قلوبكم وفي أسماعكم، والتوصية هي أن لا تمرروا يوماً من أيام حياتكم إلا وأن تودعوه شيئاً من هذا القرآن الكريم، لا تمرر يوماً من غير أن تودعه شيئاً من القرآن الكريم ولو صفحةً، ولو سطراً، ولو نظرةً، لأننا وبكل بساطة وهذا ما نعتقده ونشهد الله على ذلك، بأننا من خلال علاقتنا مع القرآن الكريم كأننا نحكم على أنفسنا - من قبل فضل ربنا علينا- بالحفظ المنشود، فمن منا لا يريد أن يكون محفوظاً ؟ من منا لا يريد أن يكون مُطمأناً عليه ؟ إن من قبله أو من قبل الآخرين.

إذا أردت أن تكون محفوظاً فتمسك بالمحفوظ تُحفظ، أوَليس الله قد قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، تمسك بالمحفوظ تُحفظ، يا أمة الإسلام والقرآن، لا أريد أن يَمرَّ يوم من غير أن تودعوا فيه شيئاً من القرآن الكريم، ولو صفحة، ولو سطراً، ولو نظرة.

أخيراً: رحم الله مَنْ قال: يا أهل القرآن يا شباب القرآن:

حفِّظوا قرآنكم أبناء كم       يحفظ القرآن دين الحافظين

أيها المشتاق نجوى ربه        خاطب الله به في كل حين

واعبد الرحمن في قرآنه        تغدو بالقرآن زين العابدين

اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب غمومنا و همومنا.

كما بدأت الحديث أعيده: نشكركم يا أيها الإخوة القائمون على هذا المعهد، أشكرك يا أخي عمر وأشكر من معك، أشكر كل الحاضرين، أشكر أهل الحي، أشدُّ على أيديهم وأقول لهم: بوركتم وبورك مسعاكم إذ تقومون بالخير وعلى الخير ومن أجل الخير: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات

أحمد فاضل

تاريخ :2008/09/03

أهالي حي الكلاسة والمغاير يشكرون الشيخ العلامة الكبير الدكتور محمود عكام على رعاية الاحتفال ومتابعته الدائمة لأمور جامع أبو هريرة. جزاه الله كل خير عن الاسلام والمسلمين..

محمد

تاريخ :2008/11/18

أهالي المغاير يشكرون الدكتور محمود عكام

شاركنا بتعليق