آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الأسرة حاضنة الفرد حاميته وراعيته/ جريدة الجماهير

الأسرة حاضنة الفرد حاميته وراعيته/ جريدة الجماهير

تاريخ الإضافة: 2009/12/13 | عدد المشاهدات: 3605

نشرت جريدة (الجماهير) الصادرة في حلب، وفي صفحتها "قضايا قانونية" يوم الأحد 13/12/2009 مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان: (الأسرة حاضنة الفرد حاميته وراعيته)، بين فيه أن الأسرة درع حصين تحمي الإنسان من الأذى، وترعاه، وتنمي فيه الوفاء المؤدي إلى البناء، والحب المفضي إلى التعاون والإخاء، وفيما يلي نص المقال:

الأسرة حاضنة الفرد حاميته وراعيته

لعلنا إذا عُدنا إلى اللغة عبر قواميسها وجدنا أن الأسرة تعني في الأصل الدرع الحصينة، وفعلاً، فإنَّ الأسرة – بمفهومها الاجتماعي – درعٌ، وأعظِم بها من درعٍ يلبَسه الفردُ أو يتلبَّسه، فيغدو بها محميَّاً ومرعيَّاً.

أما الحماية:

فمن كلِّ أذى يمسُّ الإنسان فرداً، ويستعدي عليه وحيداً.

والأذى الذي يمسُّ الإنسان فرداً هو الكآبة الموحشة، والوحشية الكئيبة.

والأذى الذي يستعدي على الإنسان وحيداً فالقلق والشعور بالضعف، وحاجة النصير.

وعلى هذا، فالأسرة مطلبٌ فطريٌّ، وتطلُّعٌ إنساني لا بديل له، ولا غنى عنه، رضي مَن رضي، وسخِطَ مَن سخط، وهو في الوقت نفسه نواةُ مجتمعٍ يعني في النهاية درعاً كبرى، تحمي من تشرذمٍ وفرقةٍ ومخاوفَ تنتج عنهما، أي عن التشرذم والفرقة.

لقد جهد بعض المعتدين على الإنسان في إزالة الدِّرع عنه بحجة ثِقلها الموهن لكاهله، ولكنهم بذلك ما دَرَوا أنَّ المحميَّ الجميل الناعم اللطيف حلَّ محل الحامي، فاشتدَّ تعرُّضه للنوائب الجائحة، واختلط الظرف بالمظروف، والقلبُ بالقفص الصدري، وهذا ما لا يقول بنجاعته عاقل.

وأما الرعاية:

فلكلِّ قيمة إنسانية تشكِّل جزءاً من هذا المخلوق الأسمى، وأهمُّ قيمة تُرعى بدرع الأسرة "الوفاء" المؤدي إلى البناء، و"الحب" المفضي إلى التعاون والإخاء.

والوفاء والحب أرفع قيمتين إنسانيتين، ومحلُّ تشكلهما هو الأسرة، لأن المسبِّبات والمجلِّيات لهما واضحة بيِّنة، فالوالدية عطاءٌ يُقابَل بوفاء، والوليدية بقاءٌ تقبَل بحرصٍ وحبٍّ وتمسُّك، وحدِّث بعد ذلك عن مخاضات الصفات والقيم في هذا المحضن ولا حرج.

ستبقى الأسرة محلَّ عناية ورعاية من ربِّ الإنسان دائماً، وعليها فإن كل من أوفدوا رسلاً إلى الإنسان نقلوا آيات الدعوة إلى تكوين الأسرة، وإلى التحسين والتجويد بعد التكوين، حتى لكأن كثرة ما جاء في ذلك من آيات – في صحف إبراهيم، وزبور داود، وإنجيل عيسى، وتوراة موسى، وقرآن الفرقان – توحي بضرورة الحديث عن "الأسرة"، والداً ووالدة وأولاداً وأبوَّة وأمومة وأخوَّة وبُنوَّة، على أساسٍ من العبادة الصِّرفة، التي لا تقبل تحويراً ولا تعليلاً، بل هي قضية فوق العقل، اصطفاها الله لتحكيَ – أبدَ الدهر – حكاية الإحسان البشري لينفذ منه إلى الإحسان الإلهي الرباني: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)، الإسراء: ٢٣.

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

 

التعليقات

شاركنا بتعليق