آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


لطيفة قرآنيــــة

   
موقفنا مع القرآن الكريم

موقفنا مع القرآن الكريم

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 5468
الإنسان في مواقفه مع الآخرين أحد ثلاثة : إما أن يكون الآخر بالنسبة له غريباً ، أو صاحباً ، أو أهلاً ، وهذا الموقف يكون بناء على المعرفة . فإن كنت لا تعرف ذاك الشخص فهو غريب عنك ، وإن كانت معرفتك به عن قرب فهو صاحبك ، وإن تجاوَزَت المعرفة حدودها وأضحت ملتصقة بك ، وأصبحتَ تنسب إليه ويُنسَب إليك فقد أضحيتما أهلاً . وهذا الذي نقوله ينطبق على موقفنا وعلاقتنا مع القرآن الكريم ، فإما أن نكون غرباء أو أصحاب أو أهلين . فالغريب عن القرآن هو الذي لا يعرف شيئاً عنه وإن وجد القرآن في بيته ، وقد ندَّد به القرآن الكريم فقال : ( إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان : 30 ، وإما أن يكون صاحبه ، وهو الذي عرف صاحِبَه ومُصاحبه ، وإذا كنت صاحب القرآن فعليك أن تعرف القرآن ، ولكي تدلل على صُحبَتِك للقرآن وتبين معرفتك به فلتتعلم إذاً ما هو القرآن الكريم ؟ وما عدد آياته وسوره ، وما مواضيعه ، ولتسأل نفسك عن حفظك للقرآن ، وعن قراءته وتدبره ، وبعدها يمكنك أن تعتبر نفسك صاحباً للقرآن ، وإذا لم تعرف القرآن فلن تكون صاحبه مهما كنت ، وهذا الصنف أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : " يقال يوم القيامة لصاحب القرآن : اقرأ وارقَ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " وفي آخر آية يقرؤها سيجري الله عز وجل على لسانه الآية التي تتحدث عن رضا الله عز وجل عن هذا الإنسان . ثم إذا عرفتَه وعايشته أكثر وأكثر كنتَ أهلاً للقرآن الكريم . وكما أنك أهلٌ لزوجتك ، وأهلٌ لولدك ، وأهل لأخيك ، لأن العلاقة بينكما أوطد من علاقتك بأصحابك ، وجاءت هذه العلاقة الوطيدة من خلال معرفتك بهم وعنهم أكثر مما تعرفه عن أصحابك ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل القرآن : " إن لله أهلين " قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " ولكي تكون من أهل القرآن فلتعايش القرآن كما يعايش الرجل أباه ، وولده . هي في النهاية دعوة لتحديد موقفنا من القرآن الكريم إما أن نكون هاجرين غرباء ، وإما أن نكون أصحاباً ، وإما أن نكون أهلين ، فمن أراد أن يحاسب نفسه على موقفه من القرآن ، فليتذكر هؤلاء الأشخاص في موقفهم مع القرآن الكريم . لطيفة قرآنية : يلقيها فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع .

التعليقات

شاركنا بتعليق