الشيخ الألمعي محمد كامل بدر الحسيني
أما أنت يا شيخَنا فحديثي عنك حديثُ مُحبٍّ وقريبٍ، ومقرٍّ بالفضل، ومعترفٍ بالحكمة عن مفضالٍ وذي حكمة ومحبوب. صَحِبتُك سَفَراً وحَضَراً فرأيتً فيكَ إنساناً طيِّباً نابهة ألمعياً لمّاحاً عالِماً ذاكراً خاشعاً ذا دُعابة، تسعى لإدخال السُّرور والبهجة والأمن والطمأنينة إلى قلوبِ ونفوس مَن معك، فحديثك مُلوَّنٌ بألوان الطيف الزاهية.
وحكاياتك قد مُلئت عِبراً تسرد تنفع المعتبرين، تتكلم عن شيوخك بتقديرٍ وإجلالٍ وإكبارٍ مُنقَطع النَّظير، وتُشجِّع طلابَ العلم مَنْ جاؤوا بعدك تشجيعاً يَنْدُر أن تَجِدَ له شبيهاً لدى المربّين، تبكي خشوعاً وتفرح سروراً، والخشوعُ سكون مصدّق توجَّه إلى العليِّ القدير وبعده إلى النبي الكريم وآل بيته عليهم الصلاة والسلام، وأما السُّرور فتطلّعٌ إلى لقاء أولئك وهم عنك راضون.
أيها الشيخُ الوقور: شجَّعتني ومدَحتني نثراً وشعراً، فكان ذلك تفضّلاً منك، فإلى الله أكِل مثوبتك وأن يجزيك عني وعن طلبةٍ كثيرين أمثالي الخير كله والإحسان كله. مرضت يا سيدي وتابعتُ مع أنجالك الأحبة أحوالَ مرضك، فلا والله ماكنتَ لحظة لتتفجَّر، وماكنت ساعة ولا دقيقة لتتأفف، بل كنتَ صابراً محتسباً، ولطالما قرأت على محيَّاك: غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه.
شيخنا المفضال: اذكُرنا عندَ ربِّك كما كنت تذكرنا في الدنيا، وكذلك اذكرنا وأنت على حوض جدك سيد الأنام محمد عليه ألف صلاة وألف سلام. والسلام عليك إلى يوم الدين يا كامل البدر.
محمود عكام
التعليقات