رجال عرفتهم وغادرونا
غابَ محمد خير عن الأبصار لكنه حاضر – أبداً - في البصائر
أحببته لإنسانيته وأنِستُ به لشفافيته، ومن إنسانيته وشفافيته انسابت عذوبة صوته وجماليات لحنه، فلله دَرُّك من إنسانٍ شفَّاف عذب الصوت جميل اللحن، ولله دَرُّك من صاحبٍ وصديقٍ ودودٍ خلوقٍ مُهذَّبٍ أنيسٍ، ومَن لم يقنع فليسأل من كان لأبي منذر صاحباً وصديقاً.
أيها الفاضل الرَّابض حيثُ أنت، ولست بمتألٍّ إن قلتُ: إنك الآن مع الأطهار وبمعيَّة الأبرار، فمُحبُّ القوم منهم، والمرءُ حيثُ يحب، ومع مَنْ يحب، ومَن الذي لا يشهد على حُبِّك البرَّ وأهلَه، والطُّهر وصحبَه، والفضلَ وذويه ؟! أولستَ من أنشدَ - ومن القلب - مديحَ سيد الناس طُرّاً، وأبانَ حالك -وأنت تنشد - عن حبٍّ فيك مكين لله جلَّ شأنه، ولأهل الله وخاصته.
الفاضل الرَّاحل: عزاؤنا في وداعك أنكَ خيرٌ معنىً ومبنىً، وأنَّ خيرَك هذا مُستمَدٌّ من خير وأنوار سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
ومَن تكن برسولِ الله نُصرتُهُ ... إن تلْقه الأُسْدُ في آجامها تجِمِ
رحمكَ الرحمن الرحيم، وأسكنكَ فردوسَه وحباكَ أنظار النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين.
وأما أنتم يا أهله وذويه، ويا أصدقاءه ويا محبيه، اذكروا – دائماً - فضلاً مُنحتموه، وهو قُربُكم من "محمد خير" وصِلتكم به، فواصل أهل الفضل فاضلٌ، ومجاور الأخيار خيِّر.
طبتَ: يا أبا محمود حيَّاً وميتاً، وبوَّأك الله أعلى الدَّرجات عنده وجعلَ فضله عليك وعلى مَن معك هنا وهناك عظيماً.
د. محمود عكام
التعليقات