هي ليلة البدر في شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أدراك ما شهر رسول الله: شهر الصَّفاء والنَّقاء والبَهاء، شهرُ الصِّيام الطَّوعي، وشهر تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام (الكعبة)، وشهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله ليبتدئ العدُّ الجديد من رمضان القرآن والصِّيام والقيام فعسى هذه الأمور تعمُّ السَّنة كلها بعد رمضان إلى شعبان القادم، وما أجمل السنة بحصيلة قرآنية واعية متدبرة، وبصيامٍ يتحوَّل إلى صومٍ عن كلِّ المفطرات المعنوية من كذبٍ وزورٍ وغيبةٍ ونميمةٍ وغشٍّ وخداعٍ وفساد و...
فيا أيها الأعزاء: ولا زلنا في شعبان: دعونا من شَنآن وبغضاء وأحقاد وحُروب وعداوات واعتداءات، وهيا إلى حوارٍ وكلام طيِّب تواصل لطيف رقيق رفيق ومصالحة تقومُ على أسسٍ متينة تتَّجه إلى الإنسان رحمة، وإلى الأوطان تعميراً، وإلى الديَّان إرضاء، ولنحوِّل قبلة الجهاد إلى حيث وجوبه، إلى أعداء الرَّحمن والإنسان والإحسان (الصَّهاينة المجرمين) المعتدين الآثمين الذين لا يرقُبون في مؤمنٍ ولا مسلمٍ أينما كان هنا وهناك إلَّاً ولا ذمة، وإيَّاكم أن تُصدِّقوهم وهم يُظهِرون (البَسمة واللين) فـ:
إنَّ الأفاعي وإنْ لَانَت مَلامِسُها عندَ التقَلُّبِ في أنيابها العَطَبُ
وهم – حقاً – أولادُ الأفاعي كمَا وصَفتهم الكتب القديمة.
حلب
29/4/2019
محمود عكام
التعليقات