آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
اغتنم فرصة رمضان.

اغتنم فرصة رمضان.

تاريخ الإضافة: 2024/03/15 | عدد المشاهدات: 161

 

أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون إنْ شَاءَ الله:

الذَّكي مَن اغتنمَ الفُرص، والنَّبيه مَن لم يَترك فُرصةً إيجابية مَعنوية إلا واغتَنمها بكُلِّ ما يملكُ من طَاقة، ورمضانُ هذا الذي نعيشُ في رِحابه هذه الأيام فرصةٌ من أجل أن تُجمِّع الحسنات، وأن يكون لك فيه رَصيدٌ كبيرٌ من الأفعال الخيِّرة، ومن الأعمال الصالحة، وهو فرصةٌ، لأنَّ الله عز وجل عَزَلَ فيه الشياطين ومَرَدة الجنِّ عن الوسوسة، ففي هذا الشهر أنتَ تمتلكُ فُرصةً لأنَّ الشيطانَ صُفِّد وغُلِّل بالأصفاد ومَرَدَة الجِن، فلم يبقَ لك حُجة في أن تقول وَسوس إليَّ الشيطان. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشَّياطين ومَرَدَة الجن، وغُلِّقت أبوابُ جَهنَّم فلم يُفتَح منها باب، وفُتِّحت أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِ أَقصِرْ، ولله عُتقاء من النار في كل ليلة).

الفرصة أيضاً تتجلَّى بالثواب الكبير والأجر العظيم والعطاء الرحماني لمن صامَ وقامَ وأنفق، ثوابٌ كبير وثوابٌ عَظيم، فإن أنتَ صُمت فاسمع هذا الثواب وهذا الجزاء: (مَن صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)، ويقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (ما مِن مُسلم يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعدَ اللهُ يومَ القيامةِ وجهَه عن النَّار سَبعينَ خَريفاً) أرأيتَ إلى الثواب الذي يفوق العملَ آلاف المرات والأضعاف، وأما بالنسبة للقيام فالثوابُ عظيم وكبيرٌ جِداً جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) أتريدون فُرصة أعظمَ من هذه الفرصة ? الخاسر من ضيَّع هذه الفرصة، ولذلك وَرَدَ في الحديث (بَعُدَ) وفي رواياتٍ كثيرة ولكن بنفس المعنى: (بَعُدَ مَن أدركَ رمضان فلم يُغفَر له) بَعُدَ عن رحمةِ الله مَن أدركَ رَمضان ولم يُغفَر له.

أما النَّفقة فهيا للإنفاق فالنفقة في رمضان لها ثواب أكبر من ذاك الثواب الذي تُحصِّله عندما تُنفق في غير رمضان، يقول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصَّدقة صدقة في رمضان) والنبي عليه الصلاة والسلام كان أجودَ الناسِ، ولكنه كانَ أجودَ ما يكون في رمضان، فيا أمة محمد: هل تَجُودون على خَطِّ من اتَّبعتم وآمنتم به رسولاً من عند الله مُصدَّقاً وصَدوقاً، (مَن فَطَّر صائماً كانَ له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً). أتريدون كلاماً يَصُبُّ في مَصلحتكم في هذا الشهر أكثر من هذا الذي قلنا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيا إخوتي هيا إلى الصيام الذي يؤدِّي إلى الصوم، والصوم امتناع عن المفطِّرات المعنوية، ينبغي أن نُسَيِّجَ الصِّيام الذي هو امتناعٌ عن المفطرات الحسية بالصَّوم الذي هو امتناعٌ عن المفطِّرات المعنوية، وإذا لم نُسيِّج الصيام بالصوم فلا قيمةَ لصيامنا، (وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر)، (مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليسَ لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه).

أنت صُمتَ صياماً وصُمت صوماً، وأنت قُمت قياماً بخشوع، وأنتَ أنفقتَ في سبيل الله عز وجل في رمضان، النتيجة والجائزة: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعوتُهم) شريطة أن تتحقق بهذا الذي قلنا، (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) هذه جائزتك في الدنيا، وأنت تفطر ادعُ اللهَ عَزَّ وجل فاللهُ لن يَرُدَّ لك دعوة، واذكر وأنت تدعو إخواننا في فلسطين، وإخواننا المجاهدين، وإخواننا حيث كانوا، وقل قبل أن تدعو لنفسك، ادعُ للمسلمين وقل: اللهمَّ انصُر المسلمين الحقيقيين على أعدائهم أعداءِ الدِّين يا رَبَّ العالمين، اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، اللهم انصر إخوتنا المجاهدين، اللهم ارفع الغلاء والبلاء والوباء عن بلادنا، اللهم ارزقنا الأمن والأمان والطمأنينة في بلادنا يا أكرم الاكرمين. هذه جائزة، والجائزة الأخرى في الآخرة: (إنَّ في الجنة باباً) هكذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان يدخل منه الصَّائمون يوم القيامة، لا يدخل أحد منه غيرهم) أنت تحرِصُ على الجنة أليس كذلك، أم أنك تدعي هذا ادِّعاءً ? إذا كنت تحرص على الجنة فعلاً فهيا إلى الصيام والصوم وإلى القيام وإلى الخشوع وإلى الخضوع وإلى الإنفاق من أجل أن تنال هذه الجائزة، ولا تحتجَّ بالشيطان فالشيطان صفد، ومردة الجن صفدوا، فاللهم إنا نسألك في هذا الشهر المبارك أن نكون من أولئك الذين يغتنمون حقَّ الاغتنام إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى أنت ونعم النصير، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله. 

ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 15/3/2024

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/qPVBWVFozZ/ 

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

 

التعليقات

شاركنا بتعليق