آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
شروط الاستعداد للحج

شروط الاستعداد للحج

تاريخ الإضافة: 2003/01/31 | عدد المشاهدات: 6565

أما بعد ، أيها الإخوة المؤمنون : 
الأيامُ أيام حج ، وبعضنا يستعدُّ إن لم يكن قد ذهب ، بعضنا يستعد لأداء هذه الفريضة وبعض آخر يتشوَّقُ ، وبعض ثالث يتمنى ، وآخرون من الصنف الرابع يُمنَون أنفسهم بالأداء والذهاب الأعوام القادمة وأنا واحد من هؤلاء الأبعاض . وباعتبار أن الأيام أيامَ حجٍ قلَّبتُ بعض الكتب التي تتحدث عن الحج فرأيت أغلبَها متفقة في استهلالاتها في الحديث عن الاستعداد للحج وأنت أيها الأخ المسلم إن قرأت هذه الكتب ستجد ما وجدت من أنَّ أغلبها يتحدث في البداية عن الاستعداد للحج ، وقرأت في هذه الكتب الاستعداد للحج وأعجبتني هذه القواعد التي سُميت قواعد استعداديه ، أو قواعد تهيئيه أو شروطاً آدابية أو آداباً شروطية أو شرطيه ، لكنني وأنا أقرؤها قلت في نفسي لماذا نقتصر في ذكر هذه الشروط أو الآداب أو الاستعدادات ، لماذا نقتصر في قراءتها أيام الحج بل لماذا نجعلها فقط من أجل الحج ؟! هل من سبيل لكي نجعلها استعداداتٍ ، لأيامنا لكل يوم من أيامنا ، وأنا سأقولها عليكم ولعلنا إن جعلنها استعدادات أو استعداد لكل يوم من أيامنا ملكنا يوماً يستحق بجدارة أو حُزنَا يوماً يستحق بجداره أن يكون يوماً له ثوابٌ يقارب ثواب الحج ، لاسيما وأننا في كل يوم إن أصبحنا فلا نضمن المساء ، أي لا نضمن أن نمسي ، وإن أمسينا فلا نضمن الصباح ، أي لا نضمن أن نصبح أقول وأؤكد ونحن سنقول هذه الاستعدادات أفلا نجعلها استعدادات لكل يوم حتى نحوز يوماً له ثوابٌ كبير ، وحتى نحوز لقب العبودية التي اشترطناها من أجل أن تكون استدعاءً لنصر الله عز وجل ، حينما تحدثنا عن قوله تعالى في الأسابيع الماضية ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) يذكر الكاتبون في الاستعدادات للحج أولاً : يقولون للذي ينوي الحج وأنا أقول لكل من أصبح ، أي لكل من لامس الصباح ولكل من حلَّ عليه الصباح أقول لكل من عزم على أن ينهي يوماً يستحق أن يوصف بالفاضل أقول له كما أقول للحاج وأقول لنفسي أولاً : قدم بين يدي سفرك . أقول قدم بين يدي يومك أيها الإنسان المسلم المؤمن قدم بين يدي يومك ما يرشحك للقبول عند الله عز وجل من عزم على ترك الآثام وفعل الطاعات وإذا كنت صادقاً في العزم ، إن صدقت الله صدقك الله ، إن عزمت على الأمر بصدق استجاب لك ربك ، إذاً فما عليك إلا أن تقدم بين يدي يومك ما يرشحك للقبول عند الله من عزم جاد على ترك الآثام و فعل الطاعات ، ( فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحج
) وأنا من باب القياس أقول فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في يومك إن أردته أن يكون يوماً يماثل أو يقارب أو يضارع الحج الذي تبتغي من ورائه أن تكون من غير إثم ولا خطيئة : " مَن حج فلم يفسق ولم يرفث رجع كيوم ولدته أمه " هذا أول استعداد .
الاستعداد الثاني : وأريدك أن تُركِّز على ذلك في يومك ، في صباح يومك ، في مستهل يومك أن تتذكر هذا ، ليس في أيام الحج للحج فحسب ، ولكن في كل يوم من أيام عمرك ، لأننا نريد أن يُختم لنا بالخير والإيمان ، وما دمنا قد قلنا بأنه ربما أصبحنا فلم نمسي فليكن كل يوم من أيامنا سفراً وحجاً ما دام الحج قصداً إلى معظَّم ، فنحن في كل أيامنا نقصد ربنا ونقصد إرضاءه ، وقصد إرضاء الرب قصد معظم ، الاستعداد الثاني : تُب إلى الله عز وجل في كل يوم ، في كل صباح : أعلن التوبة لله وقل يا رب : أتوب إليك من كل ذنب ارتكبته ، ومن كل خطيئة اقترفتها ، ومن كل إثم جَنَته يداي ، يا رب أتوب إليك ، أستغفرك وها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري يقول : " توبوا إلى الله – أي في كل يوم – فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة " فما علينا إلا أن نستفتح اليوم باستعداد تام هو التوبة ، والتوبة تعني في جملة ما تعني وكما نقول للحاج : أيها الحاج : إن كانت هناك مظالم فما عليك إلا أن تردها إلى أربابها ، إلى أصحابها ، نقول لكل مسلم مؤمن يصبح : إن كانت هنالك مظالم فردها إلى أربابها لأن ذلك من مستلزمات التوبة ، والنبي عليه وآله الصلاة والسلام قال كما جاء في صحيح الإمام مسلم : " يُغفَر للشهيد كل ذنب إلا الدين " إلا الدين . أعد المظالم إلى أربابها فذلك من مستلزمات التوبة ، وهذا من الاستعداد للحج يا أهل الحج ، وللأيام يا من لا يستطيع الحج ، أو يا من لا ينوي الحج ، ويا من لم ينو الحج ، أو لا يريد الذهاب إلى الحج لأنه قد قضى هذه الفريضة .
الأمر الثالث : والاستعداد الثالث في يومك ، في مستهله : أخلص النية لله عز وجل ، وهنا أحب أن أقول كلمة ، نحن نعلم أن علماءنا وفقهاءنا قالوا : العادات تتحول إلى عبادات بالنية ، فما هي هذه النية ؟ النية أن تتوجه في عملك العادي أو العادَوِي ، أن تقول يا رب وأنت تأكل وأكلك عادة ، وأنت تلبس ولباسك عادة ، أن تقول : يا رب ! أنا في أكلي وطعامي وشرابي ولباسي أبتغي أن أحقق ما يرضيك ، ويتحول طعامك وشرابك إلى عبادة ، لكنني أرى اليوم أن عباداتنا تحولت إلى عادة ، والذي حوَّلها إلى عادة هو أننا افتقدنا فيها ما يحول العادة إلى عبادة ، أنت تريد أن تحول العادة إلى عبادة بالنية في أن يكون عملك لله عز وجل ، ومن أجل تقوية الإيمان بالله حينما تتحول العبادة إلى عادة يعني تفتقد هذه العبادة تلك النية ، ويصبح الفعل فعلاً رتيباً ليس له جذور في الصدر ، لأن التقوى ههنا كما قال عليه وآله الصلاة والسلام : " التقوى ههنا " ويشير إلى صدره . إذا افتقدت العبادة النية المتجذرة في داخلنا صارت عادة ، وما كان لها من نتائج سوى أننا أسقطنا الفريضة لكننا لم نحصِّل الحكمة ولا الفائدة ولا الأمر الجميل المرجو منها ، فما علينا إلا أن نستفتح يومنا بنية الإخلاص لله عز وجل ، ليس فقط في صلواتنا ، في زَكَواتنا ، في صيامنا ، بل علينا أن نسبق النية في كل عمل لنقول : اللهم اجعلنا في عملنا هذا نبتغي وجهك ونَطَال رضاك ، واجعل عملنا هذا موافقاً لشرعك المجيد .
الاستعداد الرابع للحج ولليوم : ليكن مالك الذي تحج به من كسب حلال طيب ، وعليك أن تنوي في كل صباح أن تكسب من حلال طيب ، أن يكون كسبك حلالاً ، انوِ هذا وكن ذا عزم في ذلك ، فالله عز وجل فيما يخص الحج يريد أن تكون النفقة من حلال طيب ، وكذلك في يومك ، فما عليك إلا أن تعزم وأن تسعى وأن تكون جاداً ليكون كسبك حلالاً ولا حاجة للتدليل على ضرورة ذلك وحسبنا أن نذكر حديثاً رواه الإمام مسلم عن النبي عليه وآله الصلاة والسلام : " ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام ، فأَنَّى يستجاب له ! " أريدك في مستهل يومك أيها الموظف في أي مكان كنت أن تكون جاداً ليكون مالك من حلال ، أيها الطبيب ، أيها الجندي ، أيها الشيخ ، أيها المسؤول ، أيها القاضي ، أيتها المرأة : علينا أن نسعى وأن نكون صادقين في توجهنا صباح كل يوم ، وليس هذا أمراً وشرطاً من أجل الحج فقط ، لكن هذا شرط من أجل كل يوم ، ومن أجل كل قرش وليرة نريد أن نحوزها ونملكها ، ليكن الحلال سبيلنا ، وليكن الكسب الطيب طريقنا ، ولنسعَ من أجل لقمة حلال نضعها في أفواه أولادنا ومن سَنُسأل عنهم ، ومَن نفقتهم واجبة في أعناقنا ، وأستغل استغلالاً طيباً هذه الفكرة لأناشد الجميع ، لأناشد كلَّ الشعب ، لأناشد كل المسؤولين بالسعي للقمة الحلال وللكسب الحلال ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كما جاء في صحيح مسلم : " كل جسد نبت من سحت – أي من حرام – فالنار أولى به " فلننتبه في مستهل يومنا لهذا .
الاستعداد الخامس للحج ولليوم : اختر رفيقاً صالحا ، وأنا أيضاً أـوجه إلى غير الحجاج وأخص بالتوجه تلاميذنا وطلابنا ، بناتنا وطالباتنا ، موظفينا وعمالنا ، أخصُّ هؤلاء بالذكر فأقول : اختر رفيقاً صالحاً في مدرستك ، في جامعتك ، في معملك ، في وظيفتك ، في ثكنتك ، حيثما كنت ، لأننا نعاني من رفقاء السوء ، لأن أولادنا يعانون ، وهكذا بناتنا . نوصي الحاج باختيار الرفيق الصالح ، ونوصي كل مسلم في مستهل يومه أن ينهض ويسعى من أجل أن يختار الرفيق الصالح : اصحب من يُنهِضُك حاله ويدلك على الله مقاله . اسع من أجل أن تختار جليساً صالحاً يذكرك بالله ، من أجل أن تختار عوناً لك على إرضاء الله ، وعلى القضاء على الشيطان ووساوسه ، من أجل أن تختار عوناً لك حتى تحققا معاً إرضاء ربنا عز وجل وإقامة شرعه المجيد في أرضنا ، لأننا مكلفون بإقامة شرع الله في كل مجالات الحياة وبقاع الأرض ، في كل مستويات العيش الذي نعيشه ، اختر رفيقاً صالحاً فتلك مشكلة ، لكننا إن فكرنا فيها كل يوم هُدِينا إلى الحل ، وحاشا أن يخيّب ربنا من يفكر في مشكلة تعترضه كل يوم ويستلهم من ربه الحل ، فحاشا أن يخيبه الله ، وحاشا أن لا يدله على ما يساعده على القضاء على مثل هذه المشكلة ، لذلك أقول يا إخوتي : فلنختر رفيقاً صالحاً ، فلنختر مرشحاً صالحاً ، فلنختر مندوباً صالحاً ، ولنختر زوجة صالحة ، ولنختر لأبنائنا وبناتنا صالحين وصالحات ، لأن القضية جد أساسية ، ولأن القضية إن اجتنبت محاسنها أدَّت إلى خطر ووبال كبير ، فلنسعَ للاختيار .
الاستعداد السادس : أن نستفتح يومنا حينما نخرج من بيتنا بتناول الدعاء بيننا وبين من يمكث في البيت ، أيها الأب ، أيها الزوج : من المعروف أننا حين نودع حاجاً فقد أُمِرنا أن نقول له : " زودك الله بالتقوى وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما توجهت " ويقول لنا هو : " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " هكذا يقول لنا المسافر ، وهكذا نقول له ، لكننا لا نقول هذا في كل صباح ، لا تقول الزوجة لزوجها ، ولا يقول الزوج لزوجته ، ولا يقول الولد لأبيه ، ولا الأب لولده ، ولا الأم لابنتها ، ولا البنت لأمها ، أصبحت هذه الأمور نذكرها حينما نقوم بدرس أو للاستشهاد بدرس ، أما أن نمارسها على أرض الواقع فذاك أمر غائب عنا . أُذكِّر بها نفسي وأذكركم . نقول للذي يسافر : زودك الله بالتقوى ، للذي يخرج من البيت زودك الله بالتقوى ولنعم الزاد هذا ، وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما توجهت ، نقول له هذا وهو يقول لنا : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، لنقل هذا في كل يوم عندما نخرج من البيت ، وحينما عدلنا أو نسينا أو حينما أهملنا أو غفلنا أصبحنا نرتاد الآثام والخطايا بشعور وبغير شعور ، ولو أننا جنَّدنا الشعور للخير لكان اللاشعور منصبغاً ومصطبغاً بالخير ، اللاشعور تَبَعٌ للشعور ، إن كنت في شعورك واعياً كان لا شعورك واعياً ، لكنك إن كنت في شعورك غافلاً كان شعورك غافلاً ولا شعورك غافلاً ، كان الاثنان غافلان .
الاستعداد السابع في مستهل كل يوم وإذا خرجنا من البيت للحج أو لغير الحج : أن نصلي ركعتين وأن ننوي بهاتين الركعتين الحماية ، الحماية لديننا ، لأخلاقنا ، لوطننا ، لأرضنا ، لأطفالنا ، لقدسنا ، لكل مكان ولكل فضيلة ، ولكل خير ولكل كيان ، يسعى لخير أو يسعى لفضيلة ، ننوي بالركعتين أن نتذكر ربنا أن نتذكر ربنا ، هذا ما نقوله لمن يريد الحج ، فلماذا لا نقوله لمن يريد أن يعيش يومه في عمله ، في وظيفته ، في ثكنته ، في مسؤوليته . أيها القاضي ، أيها المحامي ، أيها المسؤولون ، أيها الوزراء ، أيها المديرون : إنها نصيحة . أو تريدون الخير ؟ نعم . ما أظنكم تقولون بغير ذلك . إذا كنتم تريدون الخير فطريق الخير التماسه أولاً بصدق من ربه ، وبعد ذلك ممارسته وفق قواعد آتية من ربه أيضاً ، ولا يمكن أن تكون قواعد الخير إلا ممن خلق الخير ، فهو الذي وضع قواعده وطرقه وسبله المؤيدة إليه . قل بعد أن تصلي ركعتين ما كان يقوله النبي عليه وآله الصلاة والسلام في كل يوم وليس في أيام الحج فحسب ، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج من بيته يقول كما جاء في سنن أبي داود والنسائي : " بسم الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أن أضل ، أو أن أظلم أو أن أظلم ، أو أن أذل أو أن أذل ، أو أن أجهل أو أن يجهل عليَّ " كان يقول هذا إذا خرج من بيته ، ونحن نقول أيضاً : علينا أن نقول هذا حتى يبقى الله على بالنا ، حتى يبقى الهدف النبيل شاخصاً أمام أعيننا ، حتى تكون العبودية دائماً متطلعنا الذي لا يغيب عن النواظر التي تشكلها عيوننا وقلوبنا .
هذه استعدادات ترونها في كتب الحج ، وأنا أنقلها لأجعلها في كتب الحياة اليومية ، أنت أيها الطالب والأستاذ ، أيها القاضي والطبيب ، أيها الموظف والمسؤول في أي منصب كنت ، أضع أمامك استعدادات يجب أن نقوم بها جميعاً في كل يوم .
في نهاية حديثي لا يسعني إلا أن أقول حينما أُسأَل عن توقعاتي لمستقبل المنطقة التي نعيشها هل هنالك حرب ، هل هنالك احتلال ، هل هنالك غزو ؟ هكذا نُسأل ، أقول وليس من باب العدول ، ليس من باب ارتكاب أسلوب الحكيم ، أقول بكل وضوح : إذا كان الواحد منا لا يعرف مستقبل ذاته ، إذا كان عاجزاً أن يحكي توقعاته التي تخصه بذاته فذلك دليل على أننا أعجز من أن نحكي توقعات لمنطقة ، لعالم يعمل ، لعالم يشتغل ، يَجدُّ السير صباح مساء لكي يقول للناس : لا حق ولا باطل وإنما القوة هي المعيار . دعونا من حق إذا كنتم أهله ، دعونا من حق إذا كنتم أربابه . هل الحق الذي تدعونه هو أنتم من ستنافحون عنه ، وأنتم أعجز من أن تنافحوا عن أمر تعتقدونه لازماً لصحتكم ، لبلدكم ، لأرضكم ، أنتم أعجز هكذا يقول لنا أرباب القوة الذين يريدون بعد أن يُعلو من شأن الباطل ، يقولون لنا : أين الحق الذي تدَّعونه ؟ هل يكفي للحق فقط أن تشيروا إليه من بعيد وأنتم في حالة انهزام ؟ إذا كان الأمر كذلك فلا تحدثونا عن حق أنتم المدافعون عنه ، ويكفي من أجل أن نسقط الحق عنكم أن نقول للناس : إذا كان الحق بين جنبات هؤلاء فهل تصدقوا أنهم أهلٌ من أجل أن يتحملوا حقاً ، أين عملهم ، أين سعيهم ، أين وحدتهم ، أين تماسكهم ، أين فهمهم ، أين وعيهم ، أين جدهم ، أين نشاطهم ، أين تضامنهم ؟! أما نحن فها هو تضامننا ، ها هي جنودنا تتابع التدريب صباح مساء هكذا يقول أهل القوة الذين يريدون أن يصلوا إلى مرحلة يقولون فيها : ما دمنا نمتلك القوة فنحن أهل الحق ، وما دمتم ضعفاء فأنتم أهل الباطل ، معيار الحق والباطل قوة حاكمة ، واحتلال قوي ، وإلا لا معنى للحق يدعى ، ولا معنى للباطل يهاجم ، وما كان الحق في يوم من الأيام ليحيا بادعاء ، ولو كان عريضاً ، وما كان للباطل أن يزول بهجوم وشتم ولو كان فظيعاً .
اللهم إنا نسألك أن توفقنا لاستعدادات في كل يوم ، هذه الاستعدادت توصلنا ليوم نرى فيه البشائر محققة بشائر النصر ، نرى فيها البشائر محققة ، كن معنا يا رب العزة ، ولا تكن علينا ، وإذا أردت فتنة بقوم فتوفنا غير مفتونين ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق