آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

مـــــــــؤتمرات

   
الدكتور محمود عكام في مسجد الرسول الأعظم بدرعا

الدكتور محمود عكام في مسجد الرسول الأعظم بدرعا

تاريخ الإضافة: 2006/02/02 | عدد المشاهدات: 4265

بمناسبة يوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه، ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام في مسجد الرسول الأعظم بمدينة درعا جنوب سورية كلمة بعنوان: (مصطلحات وموقف) استهلها بتلاوة

 نفحة من الزهراء عليها السلام

ثم تحدث فيها عن مصطلحات ستة هامة، تحتل موقعاً هاماً في المنظومة الفكرية والإيمانية للإنسان المسلم، وعليه أن يقوم برسم موقفه حيالها من خلال تحديد واجبه تجاه كل واحد منها.

هذه المصطلحات الستة هي: الله، والرسول، وأهل البيت، والقرآن، والأخوّة، والوطن.

فما واجباتنا تجاه الله تعالى، وما الموقف الذي ينبغي أن نتخذه حيال رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام، وكذلك تجاه كتاب الله القرآن الكريم، وما الذي تفرضه الأخوة من واجبات، وما الذي ندين به لأوطاننا التي نعيش فيه ؟

أسئلة ينبغي علينا أن يكون تصورنا واضحاً عن إجاباتها، والوضوح يقتضي التحديد، لأن التطبيق والتنفيذ لا يكون إلا لمحدد واضح.

- موقفنا تجاه الله: موقفنا تجاه الله تعالى يتحدد من خلال ثلاث مصطلحات:

 1- التوحيد: يقول الله تعالى: ﴿قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد﴾، ويقول تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾.

 2- العبادة: يقول الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾، ويقول: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾.

 3- الطاعة: يقول الله تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون﴾، ويقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم﴾.

 - موقفنا تجاه رسول الله وأهل بيته: ونجمع بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته في الحديث عنهما معاً لأن حقوقهما والواجبات المترتبة علينا تجاههم واحدة، فأهل البيت يندرجون في شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله منهم، كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث متعددة، وقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: "أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم". فما واجبنا تجاه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ؟

إن واجبنا تجاههم يتحدد في ثلاثة أمور أيضاً، هي التعرف والحب والاتباع.

1- التعرف: فلقد قال الله تعالى: ﴿أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون، ووقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم معرفاً بشخصيته الشريفة في مواطن كثيرة، فقال: "أنا محمد، أنا أحمد، أنا الماحي، أنا الحاشر، أنا العاقب..."، وتولى بنفسه مهمة للتعريف بأهل بيته، فقد أخرج مسلم وغيره عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً.

 2- الحب: فقد قال الله تعالى: ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي".

 3- الاتباع: وقد قال الله تعالى على لسان رسوله: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، وأخرج الترمذي عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي".

هذه هي مفردات واجبنا حيال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحيال أهل بيته، وحاشا أن يكون هذا الواجب لَطماً أو ضرباً نوجهه لصدورنا في لحظة عابرة، نذرف فيها دمعة أو نتلو فيها قصة، ثم نغفل عن التعرف والمحبة والاتباع.

 - موقفنا تجاه القرآن الكريم: وأما القرآن الكريم فإن موقفنا تجاهه يُعبّر عنه من خلال ثلاثة مصطلحات، أو ثلاثة أمور:

1- التلاوة: وهي التي تنصب على تحسين اللفظ وسلامة الأداء، لأن سلامة النطق والقراءة هي المفتاح والمدخل لما بعدها من واجبات. قال تعالى: ﴿اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة.

2- القراءة: وهي التي تعني الفهم الدقيق. قال تعالى: ﴿وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً، وقال تعالى: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق  الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم.

3- التدبر: الذي يعني التطبيق والاتباع والانقياد السلوكي العملي. قال تعالى: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها.

 - موقفنا حيال الأخوة: والأخوّة هي الرابط الذي اختاره الله ورسوله بين المؤمنين، فقال تعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، وكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار من أهم الأعمال التي صنعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة. ولهذه الأخوة واجبان أو حقان في أعناقنا:

    1- المحبة: قال تعالى: ﴿يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا.

    2- النصيحة: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدين النصيحة" قلنا لمن؟ قال: "لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". وكان المسلمون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإيمان بالله والجهاد في سبيله والنصح لكل مسلم. فالمحبة والنصيحة حق لكل مسلم علينا، سواء أكان موافقاً لنا في المذهب أم غير موافق.

 - موقفنا حيال الوطن: موقفنا حيال الوطن وواجبه علينا أمران:

    1- الحماية: من كل سوء، ومن كل شر يُراد به، بأن ندفع عنه كل تقصير وتفريط وكيد وتآمر.

    2- الرعاية: بأن نجلب له كل خير، بالعلم والعمل والزراعة والصناعة وكل ما يرقيّه ويجعله متقدماً وناجحاً.

 

وختم الدكتور محمود كلمته بتلاوة نفحة من الإمام الحسين عليه السلام.

التعليقات

رافضيه

تاريخ :$comments_array1.date|date_format:"%Y/%m/%d "}

شكرا اخي ،، على الموضوع الجميل ،،

شاركنا بتعليق