آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
ندوة عن العروبة والإسلام / الجماهير

ندوة عن العروبة والإسلام / الجماهير

تاريخ الإضافة: 2004/12/08 | عدد المشاهدات: 3816

نشرت صحيفة الجماهير الحلبية في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء : 8/12/2004 وفي صفحتها الثقافية دراسة عن ندوة العروبة والإسلام التي جرت في نقابة أطباء حلب ، وهذا نص الدراسة :

ندوة عن العروبة والإسلام
 

أقام مجلس فرع نقابة الاطباء بحلب مؤخرا ندوة بعنوان " العروبة والإسلام " حاضر فيها الشيخ الدكتور محمود عكام والباحث الاستراتيجي الدكتور أحمد سمير التقي وأدارها الدكتور حسان مؤذن‏‏ . الدكتور عكام أشار بداية الى ضرورة إمعان النظر وإعادة الفكر في قضية العروبة والإسلام مضيفاً: وما الإمعان والإعادة إلا لتكريس الربط والارتباط , أما الربط فبين الإسلام والعروبة وأما الارتباط فالعربي بالإسلام والمسلم بالعروبة .‏‏
فصل الشخصية عن الهوية‏‏ :
وأوضح المحاضرأن الإسلام هو دين لمن يؤمن به وثقافة لمن لايؤمن به ، والعروبة أصالة لأهلها ومشاركة في الحضارة العالمية لغير أهلها ، لافتاً الى أنه توجد بعض القواعد ليصار إلى رسم مشروع جاد تصب فيه ثقافة المسلمين عن العروبة وثقافة العرب عن المسلمين ، مبيناً بهذا الصدد أن قوميتنا العربية طبيعية وحقيقة راهنة وواقعية لها أهداف هي في مجملها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، ولها حقوق هي حقوق الإنسان ، وإنها قد رأت في ذاتها قدرة التعبير والاعراب عن هذه الحقيقة ، فهي والبيان صنوان وهي والفصاحة عشيقان .‏‏
وأكد الدكتور عكام أنه لن تكن قضية العروبة والإسلام مشكلة في يوم من الايام السابقة لكنها أضحت كذلك حين جد الانفصاليون في التاريخ والى أيامنا الآن في فصل الروح عن الجسد وإشاعة العداوة بينهما وفصل الشخصية عن الهوية وإذاعة الشائعات المعادية بينهما .‏‏
بجناح واحد لن يطير‏‏ :
على أن الإسلام والعروبة متشابكان تشابكاً عضوياً متفاعلاً لا مجال لفصل الواحدة منهما عن الأخرى ، لافتاً إلى أن المستعمر قديمه وحديثه ما دعانا يوماً إلى التمسك بعروبة أو بدين , بل دعانا في أحسن أحواله إلى التمسك بأقليميات متعادية متناحرة لتنفيذ خطته ( فرق تسد ) . ‏‏
وتابع المحاضر بالقول : إذا كان للإنسان من شخصية تجليه وهوية تحققه فالشخصية عربية والهوية اسلامية وان الإسلامية واسعة المعنى مترامية المساحة لاتخرج من اطارها ومحيطها من أراد الدخول فيها وإن إرادة الدخول هي اكتساب ثقافة ومعاصرة ومشاركة عن قناعة في بناء الحضارة .‏‏
وبين د. عكام أن الإسلام صانع العروبة وداعمها من حيث كونها اصالة لأهلها ومساهمة بالحضارة لغير أهلها حيث كان العرب قبل الإسلام في عزلة إلا أن الإسلام جعلهم محورا في العالم وكانوا يتحدثون بلهجات مختلفة فغدوا ذوي لهجة واحدة , مؤكدا أن من يتبرأ من دينه مسلما كان أم مسيحيا لنصرة عروبته ما أوشكه أن يتبرأ من عروبته نصرة لدينه اذا تبدل حال بحال , لأنه اذا تمسك باسلامه متبرئا من عروبته فهو على جناح واحد ولا ولن يطير , واذا تمسك بعروبته متبرئا من دينه, من اسلامه فهو على جناح واحد لن يطير ولن يستطيع العيش حتى.‏‏
الإنسان الضائع‏‏ :
واستعرض المحاضر قولا للعالم الهندي أبو الحسن الندوي : إن مصير المسلمين في كل بلد مرتبط بمصير العرب , فإذا عز العرب عز الإسلام والمسلمون , واذا ذل العرب ذل الإسلام والمسلمون , اولئك الذين لا أعدل بهم قوما ولا أعدل بكتابهم كتابا ولا أعدل بلغتهم لغة ولابحضارتهم حضارة ... ‏
كما أوضح الدكتور عكام أن الفكر العربي الإسلامي هو الذي يجددنا والذي يطلب منا أن نكون على مستواه متجددين , مضيفا : ان لم تكن تعيش عصرك فلست بصاحب فكر لاعربي ولا اسلامي لأن الإنسان الذي لايعيش عصره وينتسب الى عصر مضى فهو لامن العصر الماضي ولامن العرض الحاضر وبالتالي يمكن أن يطلق عليه بأنه ضائع .‏‏
التطور الفكري‏‏ :
وتابع الشيخ عكام قائلاً : علينا أن نعيش تحت السماء وعلى الأرض حتى نكون شهداء عصر يكتنفنا ونكتنفه ويجب أن يرافق التطور المادي تطور فكري حتى لا نكون متقدمين في الماديات ومتأخرين في المعنويات .‏‏
وبين أنه يوجد برنامج اسلامي واضح للخروج من الواقع الذي يعيشه العرب والمسلمون وان هذا البرنامج لايمت الى العنف أو التسيب بصلة مؤكدا على وجوب استخدام الفعل الماضي والحاضر والمستقبل بهذا الصدد .‏‏
واختتم الدكتور عكام قائلاً : العروبة والإسلام هما صنوان لاينفكان لاتفرق بينهما إنهما شخصيةوهوية .‏‏
تحديات .. وأسئلة‏‏ :
أما الدكتور التقي فقد قال في بداية محاضرته : يتعرض الإسلام والعروبة ايضا بما هي عقيدة وايمان بقدر ماهي ثقافة وتراث وحياة الى تحديات محدقة ولا اقصد بالإسلام النصوص المقدسة من قرآن كريم وحديث شريف ولا ما يحمله الإسلام من قيم وتعاليم متسامية بل أقصد الإسلام كما هو رائج عمليا .‏‏
وأشار الباحث الى ان الإسلام يجابه اسئلة حول موقعه من العالم ومسؤولياته تجاه الحضارة المعاصرة وكيفية انخراطه اندماجا واختراقا في هذه الحضارة وهل بالإمكان أن يندمج بها دون أن يتلوث لافتا إلا أن الاجابات على هذه الاسئلة تهم بشكل كبير ومباشر كل من ينتمي الى الثقافة التي أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية مؤكدا أنه ليس عربيا من لم تسر في دمه حتى العظم قيم هذه الحضارة .. وليس مسلما من لم يتمثل قول الرسول الكريم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".‏‏
انجازات ومظالم‏‏ :
ويرى د. التقي أن خطورة الهجمات على العالم العربي والإسلامي ناجمة عن عدوانية وشراسة الادوات الفكرية والمادية التي تمتلكها حاليا الحضارة الغربية التي قدمت للبشرية انجازات عظيمة وابتلتها ايضا بمظالم ومعضلات لاحدود لها مشيرا الى أن هذه الحضارة حين تقتحم عالمنا العربي والإسلامي فهي تقف أعتى لتهدد بدورة مدمرة من التمزق والانكفاء التاريخي .‏‏
وتابع المحاضر بالقول : من يرى أنه يمكن تحقيق أي تقدم حضاري مع ادارة الظهر للتراث العربي الإسلامي وللسمات الوطنية والقومية الإسلامية والعناصر المسيحية في ثقافتنا في هذا الجزء من العالم هو محض هراء , فلا مستقبل لهذه الأمة إلا بنهوض الإسلام حضاريا وقيما .‏‏
وأضاف : لكن التجربة تظهر أن المجتمع المتمدن ينظر الى علاقته بالحياةوالدين بشكل متحضر أكثر رقيا وانه لايمكن المقارنة بين موقع الإسلام في المجتمع الماليزي وموقع الإسلام في المجتمع الافغاني رغم قربهما الجغرافي , إن الإسلام والحضارة ينبغي ويمكن وواجبهما أن يكونا صانعين لبعضهما .‏‏
الحقيقة ملونة‏‏ :
وأشار الباحث الى أن الحقيقة لم تكن دوما إلا ملونة وانه لايجوز الاعتقاد بالتوصل الى الحقيقة المطلقة ونفي الآخر لافتا الى ضرورة وجود أكثر من برنامج للخروج من الوضع الراهن للعرب والمسلمين الذين يتوجب عليهم الانخراط في رأس حربة الحضارة من أجل تقديم بديل عصري اسلامي .‏‏
ويرى الدكتورالتقي أن المطلوب منا كعرب ننتمي للحضارة العربية الإسلامية أن نقدم دليلا حضاريا للمستقبل وهذا لاينتقص من القيم العليا التي تتضمنها كل قيمنا التاريخية وموازيننا من حيث إن الإسلام فيه مفاهيم توحيدية أو من حيث ان المسيحية فيها من قيم المحبة والتعاطف لافتا الى أنه عندما نتخلى عن مسؤولياتنا في أن نطور بنيتنا وعقلنا ولغتنا فإنه سيأتي الآخرون ليفرضوا علينا حروفا وقواعد وكلمات جديدة .‏‏
مداخلات‏‏ :
قدمت خلال الندوة العديد من التساؤلات والمداخلات حيث تحدث أحد الحضور عن أهمية ومسؤولية النخب الثقافية في عملية نشر الوعي والقدوة الحسنة للمواطنين العاديين لمساعدتهم على فهم دينهم وعروبتهم بالشكل الصحيح في حين أوضح آخر بأن العروبة هي تراث قويم وأصالة وان الإسلام هو الذي نفض عنها الغبار فكان بريقها وبريق معدنها الثمين متوهجا مشرقا مشيرا الى العديد من الأخلاق العربية التي أقرها الإسلام.‏‏
كما تضمنت المداخلات الحديث عن تصرفات البعض التي تحمل الاساءة إن للعروبة أو للاسلام او لكليهما على حد سواء والتساؤل عن وجود برنامج واضح يطرح فيه الإسلام دوره الحضاري اضافة الى الاشارة الى تأثر القانون الفرنسي واعتماده بشكل كبير على أحكام الشريعة الإسلامية التي تعتبر مصدرا ثراً من قواعد العدالة والانصاف .‏‏
لقطات‏‏ :
صلاة التراويح‏‏ :
قبل أن يبدأ الدكتور عكام محاضرته قال : لقد تكلم الأخ الدكتور حسان "مؤذناً" فتذكرت وهو يتحدث على أنه مؤذن فقلت اذا كان يؤذن فأنا سأقيم الصلاة , عندها عقب أحدهم : بس ما تكون صلاح تراويح , فأجاب عكام بالقول : " هيك أذان بدوصلاة تراويح "‏‏
أنحني عرفاناً‏‏ :
أما بداية حديث الدكتور التقي فكانت قوله جئتكم مطأطئاً رأسي لمدينتي لذلك الوعاء الذي رضعت منه حليب ثقافتي وعلمي ولهذه النقابة التي جعلت مني ما أنا عليه الآن , أنحني أمامكم جميعا عرفانا وتقديرا لكل ماصنعت بي مدينتي حلب ونقابتي نقابة الأطباء فيها .‏‏
تقديم أم محاضرة ?!‏‏
بعد تقديمه للمحاضرين اعتذر مدير الندوة عن الإطالة , فعلق البعض بأن تقديمه هذا أصبح محاضرة?!!‏‏
ميال للمشاكسة‏‏ :
أشار د. التقي الى أن د . عكام يعجز مشاكسته مؤكدا أنه ميال للمشاكسة وهو يبحث عن اختلاف مع د. عكام فلا يجد .‏‏
قد أكون حالماً‏‏ :
قبل أن يستعرض د. عكام رأيه فيما يخض العلاقة بين العروبة والإسلام قال : قد أكون حالما لكن بداية الحقيقة حلم , أو ليس النبوة بدأت برؤية?‏‏
الفرصة الموعودة‏‏ :
رغب المنتدون بأن يتم سماع بعض المداخلات والتساؤلات والرد عليها ثم يفتح باب الحوار من جديد لطرح الاستفسارات المتبقية إلا أنه ومع انتهاء الرد على الدفعة الأولى من المداخلات انفضت الندوة , فهل نسي أصحاب التساؤلات المؤجلة الفرصة الموعودة علماً أنه تم التأكيد على فتح باب الحوار أمام الجميع .‏

محمد الشيخ‏
                                                                           حلب
                                                                           الجماهير
                                                                           الاربعاء : 8-12-2004

لقراءة النص من المصدر لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق